حديث الجمعة .. هو افتكرني عشان ينساني.!!!!
الأنوال نيوز بقلم رشيد مشقاقة
لم يقلق عباس محمود العقاد صدود مي زيادة ، بقدر ما اقلقه ان تكون قصدت ذلك ، فان ترد على بال المرء ويتعمد نسيانك اهون من ان لا تجول بخاطره بالمرة :
لا محل للنسيان في عقل الإنسان وقلبه مالم يكونا معا قد سجلا حضورك فيهما ، فالنسيان موقف تمليه اسبابه: لا ينساك الناسي متى كنت مارا عارضا في طريقه ولم تترك بصمة ما في ذاكرته ، فمن نلتقيهم صباح مساء في مسرح الحياة لا يمكن ان يعاتبونا او نعاتبهم على انهم نسونا ولم يتذكروا لحظة مرورنا بجانبهم ،فليس بيننا وبينهم اي آصرة تملي عليهم سلوك الإهمال اوالنسيان، فهم لم يفتكرونا اصلا لينسونا.؟!
لكنننا ننسى بعضناالبعض عندما نحب او نكره او نحسد او نهمل او ننتهز فرصة الغياب او نكرانا للجميل او كأثر من اثار التنافس السلبي على لعب الدنيا ولهوها وملذاتها وزيناتها ومطامعها.
عندما يتعمد المحبان نسيان بعضهما البعض عن قصد؛ فالسر في ذلك انهما يبحثان معا اواحدهما عن مكانته وموقعه في قلب الآخر ليسارع الى معاتبته والإفصاح عن مكنون صدره ، فهما معا افتكرا بعضهما البعض ، لكنها يتراشقان بسيوف النسيان ويناوران لكى يتاجج الحب شوقا وحنينا ورسائل تدمي الأفئدة !
وعندما يتعمد ناكر الجميل نسيان من اكرموه فهو لئيم يحرص على حجب صورة من قدم له يدا بيضاء ذات يوم ، فهو حاضر الذهن في علاقته بمن نسيه، لكنه _عن خسة_ يضعه في ذاكرة النسيان من باب الرياء واللؤم والحسد وجري الوحوش.
وعندما ينسى البني آدم آقرب الناس اليه ابا اواما او اخا اوصديقا ، فمن باب الإستحالة ان يعذر بانه لم يرد له على بال.
فلا احد ينسى اصوله وفروعه واقرب الناس اليه الا اذا اصابه الزهايمر الكلي او جن ، هذا نسيان من شخص يدرك معنى سلوكه فهو خسة ودناءة وعقوق و نكران للجميل .!!
من تنساه ؛انت في لاشعورك فكرت فيه، فان كان حبا وكبرياء وعزة نفس و رغبة حميدة في استكناه قلب المحب ، فانها طبيعة انسانية تثلج صدر المنسي وتتاجج تباريح الهوى العذري العفيف!
ومن تنساه حقدا وحسدا ولؤما وتغمض عينيك حتى لاتراه ، فانك عاجز تمام العجز ان تزيله من ذاكرتك ، لان لا شعورك يقول لك : اغمض عينيك حتى تراه .
في كلتا الحالتين ياتي النسيان بعد استحضار الآخر والتفكير فيه ، وهما يسعدان المنسي ويشقيانه بحسب ماذا إذا كانا حبا اوكراهية ،اما من لا تفكر فيه فانى لك ان تنساه !!؟
وقد عبر ت على هذا المعنى الفنانة نجاة الصغيرة لما صدحت بكلمات الشاعر احمد رامي ولحن الموسيقار محمد عبد الوهاب : (هو افتكرني عشان ينساني )
( ما اقلقني صدود مي زيادة ؛بل اقلقني ان تكون قصدته عمدا )هكذا قال عباس محمود العقاد.
وهكذا اقول !!!
أوكي..