المغرب يُلغي موسم "هيلولة" الذي يحج إليه آلاف اليهود من العالم
الأنوال نيوز
قررت اللجنة المنظمة لموسم "هيلولة"، الذي يحج إليه اليهود من كل العالم، في المغرب، إلغاء الموسم هذا السنة، بسبب الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة.
ويُعتبر موسم الهيلولة من أهم الاحتفالات الدينية التي تستقطب عدداً كبيراً من اليهود، سواء المستقرين منهم في المغرب أو خارجه، لزيارة قبور الأولياء اليهود المدفونين في المغرب.
إن اللجنة المنظمة لموسم الحج (الهيلولة)، بعثت برسالة إلى جميع اليهود الذين كانوا ينوون زيارة ضريح رابي دافيد بن باروخ في ديسمبر المقبل.
وطلبت اللجنة، حسب البلاغ من اليهود تعميم خبر إلغاء موسم الحج "هيلولة" هذه السنة على جميع أبناء الطائفة اليهودية، سواء في المغرب أو خارجه.
موسم الحج موجه إلى هذا الولي اليهودي، الذي يوجد قبره بمنطقة تارودانت، ويحج إليه اليهود بالآلاف كل سنة من مختلف أنحاء العالم، للتبرك به والصلاة على قبره والدعاء له، حسب التقاليد العبرية.
وذكرت اللجنة المنظمة، حسب المصدر نفسه، التخوف من انعدام الأمن والأمان بالنسبة للحجاج اليهود بالمغرب، رغم الدعم الذي تقدمه السلطات المحلية كل سنة.
وقالت اللجنة إن المغرب جنّد هذه السنة عدداً كبيراً من موارده البشرية اللوجستيكية، من أجل العمل على تداعيات زلزال الحوز، وهو ما يجعل ضمان السلامة والأمان للجميع مهمة مستحيلة، إلى جانب أن الوضعية تستلزم الكثير من الحذر.
يُعتبر موسم هيلولة من أكبر المواسم التي يجتمع فيها يهود العالم، فيقومون بزيارة عدد من الأضرحة في عدد من المدن المغربية، أبرزها ضريح رابي دافيد بن باروخ، الذي يُعتبر أبرز المزارات.
ويوجد قبر الولي اليهودي الحاخام رابي دافيد بن باروخ في مدينة تارودانت جنوب المغرب، ويحج إليه كل سنة الآلاف من اليهود في أكبر موسم حج، حسب التقاليد العبرية.
ويوجد ضريح الولي اليهودي منذ 200 سنة، لكن تم إقفاله مؤخراً مؤقتاً أمام عموم الجمهور، إذ لا يمكنه استقبال الحجاج كما في السابق بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة.
المغرب يحتضن رقماً قياسياً من قبور أولياء المسلمين كما أولياء اليهود، بالإضافة إلى أولياء مقدسين مشتركين بين اليهود والمسلمين من قبيل ضريح سيدي يحيى في وجدة.
تقول تقديرات إن الجالية اليهودية وصلت إلى المغرب بعد سقوط الأندلس، وكان عددهم حينها 100 ألف، أتى نحو 25 إلى 30 ألفاً من إسبانيا والبرتغال.
وتعرض اليهود كالمسلمين للنفي والترحيل والطرد من الأندلس في 1492 ومن البرتغال في 1497، لكن الوجود اليهودي في المغرب متسم بالقدم، إذ وصلوا بعد خراب الهيكل الأول في عام 586 قبل الميلاد.
ويتوزع اليهود بين أكبر المدن التاريخية المغربية، كمراكش والصويرة، كما عمّروا العديد من المدن الصغرى مثل صفرو (ضواحي فاس) ودمنات (شرق مراكش) ووزان وتنغير (قرب الرشيدية).
وكان اليهود يتجمعون في أحياء سكنية خاصة يطلق عليها اسم الملاح، وفي مدينة الصويرة كان اليهود يُشكلون نصف سُكان المدينة قبل النكبة الفلسطينية سنة 1948 وقيام دولة الاحتلال.
وبعد احتلال فلسطين هاجر عدد كبير من اليهود المغاربة إلى إسرائيل، وجزء منهم إلى فرنسا ثم إلى إسبانيا وكندا، وأصبح عدد اليهود في المغرب لا يتجاوز 6000 نسمة.
لكن ارتباط اليهود المغاربة ببلدهم الأصلي ما زال مستمراً، وأصبحوا كل سنة يأتون من دولة الاحتلال ودول أخرى في العالم للتبرك بالأضرحة اليهودية.
وكان أصحاب هذه الأضرحة قد اتخذوا من المدن العتيقة في المغرب، كمراكش ووزان وصويرة وتارودانت، مقراً لهم، وكانوا يلتزمون معابدهم ويقضون وقتهم في التعبد وتعليم التوراة.
ويعتبر عدد من اليهود المغاربة، الذين يقصدون هذه الأماكن المقدسة، موسم هيلولة فرصة لصلة الرحم مع بلدهم الأم، وأيضاً لتجديد ارتباطهم بالمغرب.
وتتميز هذه المواسم الدينية بتلاوة التوراة، كما تتميز أيضاً بتنظيم مزاد علني لبيع الشمع، يصل فيه سعر الشمعة الواحدة لآلاف الدولارات، اعتقاداً منهم أنها تحتوي على بركة أولئك الأولياء، وتخصص عائدات المزاد لتشييد منازل وفنادق لإيواء زوار الأضرحة.
العربي بوست
أوكي..