الأئتلاف المغربي لهيآت حقوق الإنسان توجه رسالة إلى السيد الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة
_1.jpg)
الأنوال نيوز
الأئتلاف المغربي لهيآت حقوق الإنسان
رسالة إلى السيد الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة
بواسطة مفوض منظمة الأمم المتحدة بالرباط – المغرب
الموضوع: التحرك العاجل وتحمل كامل المسؤولية من اجل وقف جرائم الحرب والابادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
السيد الأمين العام،
اليوم 26 اكتوبر 2023، تدخل حرب الابادة ضد الشعب الفلسطيني بقطاع غزة يومها العشرين، والتي خلفت لحد الآن الآلاف من القتلى، والجرحى وأساسا منهم المدنيين، وممن لازالوا تحت أنقاض الابراج والمباني التي دمرتها طائرات القتل الإسرائيلية، والتي تستخدم فيها مختلف الاسلحة والقنابل، بما فيها تلك المحرمة دوليا، بالإضافة الى الذين فقدوا منازلهم، وأصبحوا مشردين بلا مأوى، وضمنهم الأطفال والنساء، والشيوخ والمرضى، وذوو الاحتياجات الخاصة ، و الذين تعرضوا لعقوبات التجويع و قطع وصول الوقود والغذاء والدواء والماء والكهرباء، وكل مستلزمات البقاء على قيد الحياة، إنها بكل الأوصاف جرائم ضد الإنسانية يشهدها القرن الواحد والعشرين.
السيد الامين العام ،
إن الأوضاع الفظيعة التي يشهدها قطاع غزة، وما نتج عنها من مآسي إنسانية غير مسبوقة، يضع المنتظم الدولي وعلى رأسه منظمة الأمم المتحدة ، وكافة مؤسساتها، في امتحان عسير أمام التاريخ، وهي التي عجزت وبشكل دائم ومنذ أكثر من 75 سنة، عن فرض قواعد الشرعية الدولية، في التعامل مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة والمشروعة. لقد فرض الكيان الصهيوني إرادته العدوانية بكل وقاحة على العالم ، وفي تحد للمنتظم الدولي ،عبر الاحتلال والترحيل،وزرع المستوطنات ونزع أراضي الفلسطينيين بالسلاح والقوة ، وبناء الجدار العازل وحصار قطاع غزة ،وإغلاقه بشكل تام، وصولا إلى فرض نظام الأبهارتايد على الشعب الفلسطيني ، كما وصفته أعرق المنظمات الحقوقية العالمية.
ونحن نشهد اليوم ما يرتكبه جيش الاحتلال، من جرائم ومجازر في حق المدنيين العزل ، وفي حق كل المرافق الحيوية من مدارس وجامعات ومساجد وكنائس، بل وحتى المستشفيات لم تسلم من القصف الممنهج مما أدى إلى قتل المرضى والنازحين إليها ، والجسم المهني الصحي ، كما طال التدمير البنيات التحتية لقطاع غزة، وبرغم كل هذه الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان الفلسطيني ، والتي اعتبرتها المنظمات الدولية لحقوق الإنسان، وعلى رأسها منظمة العفو الدولية، جرائم حرب وجرائم إبادة جماعية،ورغم تحرك أغلب شعوب العالم في مسيرات حاشدة تنديدا بها وتضامنا مع الشعب الفلسطيني، فإن منظمة الأمم المتحدة ولحد الان، لازالت تتفرج ، ولم تستطع أن تحمي ملايين المدنيين العزل في قطاع غزة بالأساس، وفي الضفة الغربية وفي سائر أجزاء أرض فلسطين المحتلة .
فما هو دور منظمة الأمم المتحدة ومؤسساتها، وما أهمية ميثاقها الذي يدعو للسلم والأمن الدوليين ، وحق الشعوب في تقرير مصيرها، وفي المقاومة المشروعة للاستعمار، إذا كانت ستظل عاجرة أمام ما يجري وخاضعة لبعض القوى العالمية المساندة ظلما للاحتلال؟
إن ما تعيشه فلسطين المحتلة، وتشهد عليه شعوب العالم، هو انهيار للقانون الدولي ، ولمنظومة حقوق الانسان التي لن يكون أي معنى لمطالبة البعض بها، وغض الطرف عن جيش وكيان ضرب بها عرض الحائط ، ولا تحرك منظمة الأمم المتحدة ساكنا. ، إنها نكسة لمنظمة الأمم المتحدة التي الت على نفسها حماية الأمن والسلام العالميين، ووضع حد للافلات من أية مساءلة اوعقاب، للذين ينتهكون القانون الدولي الإنساني، والقانون الدولي لحقوق الإنساني، وتقف عاجزة أمام الاحتلال الإسرائيلي.
إن الإئتلاف المغربي لهيآت حقوق الإنسان ، وهي هيئة مدنية غير حكومية مشكلة من عشرين هيئةحقوقية غير حكومية،إذ يقف اليوم امام هول الجرائم المرتكبة في حق الشعب الفلسطيني ،و ضد حقه في المقاومة المشروعة للاحتلال الإسرائيلي منذ 1948 ، فإنه يسجل ويطالب بمايلي :
يسجل :
* استمرار تعامل المنتظم الدولي مع قضايا الشعوب من اجل الحرية والاستقلال ــ وخصوصا مع الشعب الفلسطيني ــ بسياسة الكيل بمكيالين في استهتار سافر بحقوق الانسان وحقوق الشعوب،
* ان ما يشهده قطاع غزة من حرب إبادة جماعية واسعة يشهد عليها العالم كله، بمثابة ما تصدت له إتفاقيات جنيف لسنة 1949، وهو ما أدى إلى محاكمة مجرمي الحرب العالمية الثانية، مما يفرض على مجلس الأمن اليوم أن يطلب من المدعي العام بالمحكمة الجنائية الدولية بتحريك المتابعة ومحاكمة ومعاقبة مسؤولي الجيش الإسرائلي، و كل من يشاركهم العدوان ،و يقفون وراءهم ، و يمدونهم بالخبرة والسلاح والتأييد السياسي.
* كما يسجل بكل السخط و الإمتعاض، التواطؤ ومشاركة الاحتلال الإسرائيلي جرائمه الفظيعة، من طرف عدد من الدول الدائمة العضوية بمجلس الأمن ، وعلى رأسها الإدارة الأمريكية التي حضر رئيسها جو بيدن ،اجتماعا لمجلس الحرب الإسرائيلي، داعيا بكل الصلافة جنرالات الكيان بالزحف على غزة ،وعدم التوقف عن الحرب ضدها.
* يسجل باعتزاز وإعجاب، التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني في سائر أرجاء المعمور، ومع عدالة حقوقه الثابثة في مقاومة الإحتلال الإسرائيلي، من اجل الاستقلال وعودة اللاجئين، وبناء الدولة الفلسطينية الديمقراطية المستقلة على كامل التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس.
إن الائتلاف المغربي يطالبكم السيد الأمين العام ب:
أولا: تحمل مسؤولياتكم الكاملة بما لكم من اختصاصات، لفرض وقف هذه الجرائم ، من خلال التعجيل بوقف إطلاق النار، ورفع الحصار عن قطاع غزة ؛
ثانيا : التعبير بكل وضوح ومسؤولية عن إدانة جرائم الحرب والابادة الجماعية المرتكبة من طرف جيش الاحتلال الاسرائيلي، والتي تشكل انتهاكا جسيما لكل القوانين والمعايير الدولية ، واساسا منها القانون الدولي لحقوق الإنسان، والقانون الدولي الإنساني، خصوصا اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 المعنية بحماية المدنيين زمن الحرب،
ثالثا: تشكيل لجنة دولية مستقلة ، وذات مصداقية لفتح التحقيق العاجل، في ما يجري بقطاع غزة وبالضفة الغربية ، وسائر فلسطين المحتلة، من المجازر الوحشية في حق المدنيين وأساسا منهم الأطفال والنساء والشيوخ والمرضى وذوو الاحتياجات الخاصة، والإعلان عن نتائجها، وترتيب الاجراءات القانونية اللازمة من عقاب ومساءلة المسؤولين عن تلك الجرائم؛
رابعا: العمل من أجل أن يتحمل مجلس حقوق الإنسان بجنيف ، والمحكمة الجنائية الدولية لمسؤوليتهما في اعمال العدالة،وحماية حقوق الشعب الفلسطيني كاملة.
خامسا: بدعوة لمؤتمر دولي قصد القيام بإعمار غزة وإعادة تشييد ما دمر العدوان الإسرائيلي من صندوق الأمم المتحدة لضحايا الحرب.
وفي انتظار التوصل بما يفيد تحملكم لمسؤولياتكم في التجاوب مع مطالبنا، تقبلوا السيد الأمين العام عبارات مشاعرنا الصادقة.
عن الكتابة التنفيذية للائتلاف المغربي لهيآت حقوق الإنسان
المنسق: عبد الإله بنعبد السلام
أوكي..