بيان تنسيقية المسيرة العالمية للنساء بالمغرب حول ضحايا حادث البراشوة
الأنوال نيوز
"تتقدم تنسيقية المغرب للمسيرة العالمية للنساء بأحر التعازي وعبارات المواساة لأسر ضحايا حادثة البراشوة التي أودت بحياة 14 شخصا من ضمنهم 11 عاملة زراعية، وتجدد إدانتها لاستهتار السلطات بأرواح العاملات اللواتي يسقطن تباعا بسبب تواتر الحوادث المميتة نتيجة نقلهن في ظروف خطيرة ولاإنسانية" .
تلقت تنسيقية المغرب للمسيرة العالمية للنساء، بحزن عميق وغضب شديد خبر الحادثة المروعة لسيارة تقل 30 شخصا أغلبهم عاملات زراعيات بمنطقة البراشوة قرب الخميسات، والتي وقعت يوم الأربعاء 29 مارس، وأودت بحياة 14 راكبا وراكبة، من ضمنهن 11 عاملة زراعية.
إن حجم الخسائر البشرية لهذا الحادث، والذي تلاه حادث آخر في بلفاع بشتوكة أيت باها، نتج عنه جرحى من بينهم حالة خطيرة، وسبقته حوادث مماثلة عديدة ومتواترة، ليفضح حجم الاستهتار بحياة العاملات من طرف السلطات المتواطئة مع المشغلين، الذين يضعون الأرباح قبل الأرواح، وينتهزون ظروف الفقر والبؤس الناتجة عن سياسات الدولة الطبقية، لاستغلال النساء العاملات اللواتي تدفعهن تلك الظروف لركوب المخاطر بحثا عن لقمة العيش، وتتنقلن وتشتغلن في شروط لا إنسانية وغالبا دون الحد الأدنى من الحقوق التي يقرها لهن القانون رغم هزالة ما ينص عليه بالنسبة للعاملات الزراعيات. إن استمرار هذه الحوادث المؤلمة تتحمل مسؤوليتها عدة جهات، وفي مقدمتها السلطات المعنية بالشغل، باعتبار أن وقت توجه العمال والعاملات إلى الشغل يدخل ضمن الزمن الذي تحميه الاتفاقيات الدولية المعنية بمجال الشغل التي تفرض على المشغلين والسلطات توفير الأمن والسلامة لليد العاملة خلالها، وضمان تنقل الأجراء والأجيرات في ظروف إنسانية وأمنة إلى العمل ذهابا وإيابا. كما تتحمل مسؤولية هذه الحوادث هيآت إنفاذ القانون المكلفة بالمراقبة القانونية لاستعمال الطرق وضمان الأمن الطرقي.
إن تنسيقية المغرب للمسيرة العالمية للنساء، وهي تتابع بإدانة واستنكار شديدين تواتر هذه الحوادث المميتة للعاملات، فإنها :
1.تتقدم بأحر التعازي وأخلص عبارات المواساة لأسر ضحايا حادث البراشوة الأخير، وتتمنى لها الصبر الجميل؛
2.تعبر عن إدانتها للسلطات التي تقف موقف المتفرج على سقوط أرواح العاملات تباعا، وتحملها المسؤولية كاملة عن هذه الفواجع وما ينتج عنها من آلام إنسانية ومآسي اجتماعية؛
3.تطالبها بتحمل مسؤوليتها بدءا بالكف عن التعامل مع هذه الحوادث كحوادث سير عادية، وتجاهل أسبابها الحقيقية، وغض الطرف عن طابعها المتواتر، وتشابهها وطبيعة ضحاياها، وهن بالأساس العاملات الزراعيات؛
4.تستنكر استغلال المشغلين لحاجة العاملات للقمة عيش لهن ولأسرهن لتشغيلهن في ظروف قاسية ومهينة، سواء من خلال شروط تنقلهن أو ظروف العمل المرهقة، والمتمثلة أيضا في الانتهاكات الصارخة لأبسط الحقوق المنصوص عليها في مدونة الشغل، على علاتها؛
5.تطالب السلطات المعنية بجعل المشغلين يتحملون مسؤوليتهم، أولا في ضمان ظروف نقل أمنة للعاملات، يتم في شروط تحترم كرامتهن وإنسانيتهن، وثانيا في احترام باقي حقوقهن التي التزمت السلطات أمام المنتظم الدولي بتوفيرها؛
6.تجدد تنسيقية المغرب للمسيرة العالمية للنساء، التزامها بالنضال من أجل الكرامة والحرية للنساء، وما يتطلبه ذلك من مناهضة الرأسمالية والنيولبرالية القاتلة المستهترة بأرواح العاملات وكرامتهن، والتي تجعل من اضطهاد النساء وسيلة لرفع الأرباح ومراكمة الثروات على حساب الأغلبية الساحقة من أبناء وبنات الشعب.
تنسيقية المسيرة العالمية للنساء بالمغرب .
أوكي..