شارع السياسي والإجتماعي بالمغرب

الأنوال نيوز
لا يمكن أن يمر المرء في شارع محمد الخامس الشهيربالرباط، وخاصة الساحة المقابلة لمقر البرلمان ، إذ تغص بشكل شبه يومي بالمحتجين رجالا ونساء، يفدون من كل حدب وصوب إلى هذا الشارع، لعل أصواتهم وشكاياتهم تصل إلى "من يعنيهم الأمر" ،أو في ساحة البريد، وفي فضاءات أخرى من ذات الشارع أمام محطة القطارالرباط ، زخما يومياً من الإحتجاجات ذات الطابع السياسي أو الاجتماعي أو تلك المرتبطة بمطالب فئوية مختلفة.ويعزى الزخم الكثيف للحراك الذي يعرفه هذا الشارع دون سواه من مدن المملكة إلى كونه يرمز إلى الدولة، لضمه عددا من مؤسسات الدستورية على رأسها مقر البرلمان.
واتسم شارع محمد الخامس بحراك سياسي واجتماعي ممااحتضن العديد من الوقفات الاحتجاجية المناصرة لاحتجاجات الريف، والمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين توفيق بوعشرين و سليمان الريسوني وعمرالراضي ،ومناهضة عقوبة الإعدام والتعذيب
ورحيل حكومة أخنوش،ومناهضي التطبيع مع الكيان الإسرائيلي جعل من هذا الشارع محجا لسياسيين ونقابيين وفاعلين من مختلف الأطياف والألوان السياسية، إسلاميين وليبراليين ويساريين وغيرهم بمحاربة الفساد والريع والمغرب يواجه التحديات في تهميش الشباب، ومعدلات البطالة المرتفعة ،وعلى رأس تلك القطاعات يأتي التعليم الذي يعرف غليانا كبيرا منذ فترة، بسب إضراب الأساتذة المتعاقدين ومجموعة من النقابات، في احتجاج على ما يقولون إنه تعنيف لهم، وأغلق باب الحوارمع وزارة التربية الوطنية، ولتحميل رئيس الحكومة أخنوش مسؤولية ما يقع في هذا القطاع، خاصة أنه صم آذانه عما يقع في الشارع، ولم يسع لفتح الحوار مع شغيلة التعليم" ، منها من يطالب بتحسين الأوضاع الاجتماعية والحصول على وظيفة.
وشكل هذا الشارع المحوري وسط الرباط حاضناً رئيسيًا لأشهر النشطاء الحقوقيين داخل وخارج البلاد، إذ لا تكاد وقفة احتجاجية تمر دون أن تظهر فيها أسماء حقوقيين مغاربة، كما أن الشارع يشهد أحيانا تدخلات أمنية ضد المحتجين، ما يجعله أقرب إلى ساحة معركة بين المحتجين ورجال الأمن.
ويمكن اعتبار أن هذا الزخم الهائل من الاحتجاجات والمطالب السياسية والاجتماعية ، التي تصب كلها في شارع محمد الخامس بشكل يومي، قد ساهم بشكل حاسم في التأثير في التحولات السياسية للبلاد.
فإن شارع محمد الخامس صار بمثابة نواة سياسية واجتماعية وطنية لمختلف مناطق البلاد، بفضل موقعه المحوري وسط العاصمة، وقربه من الوزارات والسفارات الأجنبية، ومقرات أكبر وسائل الإعلام المغربية والأجنبية.
أوكي..