قبيلة مجاط الصحراوية : بقلم الحسن مرزوق
الأنوال نيوز : بقلم الحسن مرزوق
تعد قبيلة مجاط من القبائل الصحراوية العريقة، يعيش أفراد هذه القبيلة في المنطقة المتواجدة بين طانطان،طرفاية، والعيون وبوجدور، والبعض منها كان يقطن في الداخلة بالقرب من معبر الكركرات القريبة من حدود دولة موريطانيا
اخترت موضوع قبيلة مجاط الصحراوية ليس بمحض الصدفة بل نتيجة لما لهذه القبيلة من رمزية ومكانة ودلالة في أقاليمنا الجنوبية وما لأبناء هذه القبيلة من إشعاع وتقدير واحترام لدى أبناء المنطقة
هذه القبيلة تعد من القبائل الصحراوية العريقة المعروفة بأصحاب المعيزات.
بعض المصادر التاريخية تذكر القبيلة باسم "مجاط" وهو في الأصل تعريف للأصل الأمازيغي لكلمة "إمجاط" جمع "أمجوط" وهو الأقرع، ويعني أيضا الأراضي الجرداء من العشب والنبات.
يتعاطى أهلها التجارة والصيـد البحـري والقنص والقوافل و تربية الماشية في التيرس.
سراشتهارها بأصحاب المعيزات هو أن أهلها كانوا يقدمون منذ زمن سحيق هدية تقليدية إلى البلاط المغربي هي عبارة عن المعز الذي يوجد في منطقتهم.
هذه القبيلة كانت في ذلك الزمان هي الوحيدة التي تتوفر على" معز البور" في شمال أفريقيا التي انتشرت فيما بعد إلى جنوب أفريقيا ومن تـم إلى قارات العالـم السـت، و ذلك لأن هذه السلالة صبورة ونادرة الوجود، وتتأقلم بسهولة مع الظروف البيئية المختلفة.
أود أن أشير بخصوص قبيلة مجاط أن هذه القبيلة الضاربة جذورها في أعماق التاريخ المغربي قد لعبت دوار محوريا في تحرير أقاليمنا الجنوبية أفراد وقبل وبعد تنظيم المسيرة الخضراء المظفرة لسنة 1975، نظ ار لكون أفراد هذه القبيلة توارثوا، أبا عن جد، مند ما يفوق عن عشرة جدود ظهائر ورسائل الاحترام تتبث روابط البيعة التي تربطهم مع السلاطين العلويين.
هذه الظهائر ورسائل الاحترام كانت تعطى لبعض الشرفاء والعلماء وخدام البلاط، وتخول لأصحابها التمتع ببعض الامتيا زات التشريفية، وفي بعض الأحيان ينص فيها على إعفاء أصحابها من أداء الضرائب ويستثنى منها أداء الزكاة.
الوثيقة الأولى: ظهير مولانا الحسن الأول. صدر سنة 1292 هـ ، ممنوح لأبناء "قبيلة مجاط المعروفين بأصحاب المعيازت"، ونص على "أنا وقرناهم واحترمنهم، فلا يسامون بمكره، ولا يلحقون بأذى، وأبقيناهم على عادتهم المألوفة، وسنتهم المعروفة
الوثيقة الثانية: رسالة من مولانا الحسن الأول إلى القائد عثمان رئيس قبيلة مجاط بتاريخ 10 ربيع الثاني 1305 الموافق ل 26 دجنبر 1887 م( خاطب الملك قائده مخبار بوصول الهدية المعلومة ،حيث يقول: "خديمنا الأرضى القائد العثماني وفانا كتابك صحبه من أوفدته من اياتك المعيزات، بقصد الحضور مع ركابنا السعيد في الموسم النبوي، فقد وصلوا وأدوا الهدية على العادة. "
الوثيقة الثالثة: رسالة من القائد العثماني موجهة إلى أفراد قبيلة مجاط يدعوهم فيها بالقدوم عليه لجمع "الهدية المألوفة لمولانا الحسن الأول"، وتحمل الرسالة طابع القائد.
الوثيقة الاربعة:رسالة لمولانا الحسن الأول موجهة إلى القائد عثمان المجاطي بخصوص الهدية المتعلقة بمعز الصحراء المقدمة من طرف قبيلة مجاط الصحراوية.
لقد كان أفراد ارد هذه القبيلة كلما اشتد غضبهم أو كانوا في أمس الحاجة لقضاء مشاربهم وحاجاتهم وتلبية طلباتهم يتنقلون بالقوافل أو بواسطة الإبل أو مشيا على الأقدام إلى كل من طانطان وأكادير والصويرة وآسفي ومراكش وباقي المدن الأخرى المجاورة.
وكانوا كذلك من أهل الكرم والجود والبر والإحسان ومن فاعلي الخير، وفي مقدمتهم الولي الصالح سيدي بوجمعة ولد عبدالنبي، الذي يوجد ضريحه بضواحي العيون ويحتاج في الوقت الارهن إلى عناية خاصة من طرف وازرة الأوقاف والشؤون الإسلامية.
أبناء مجاط كلهم أمل أن يتم ترميم وإعادة بناء ضريح هذا الولي الصالح ليتمكنوا من مواصلة إحياء الشعائر الدينية والقصائد الشعرية فيه والمحافظة على هذه العادات والتقاليد التي ورثوها أبا عن جد، وتزخر بها المنطقة.
لقد سبق لكاتب هذا المقال، أن تطرق إلى موضوع الولي الصالح سيدي بوجمعة ولد عبدالنبي في كتابه : قبيلة مجاط الصحراوية- الحاج لعبيد مرزوق المجاطي: قراءة في "السيرة" وحفريات في "المسيرة" ، وأهم ما ورد في هذا الكتاب ما يلي:
الولي الصالح سيدي بوجمعة ولد عبدالنبي ازداد ودفن بضواحي عيون الساقية الحمراء ، ينتمي إلى أسرة محافظة ذات المكانة الفقهية والعلمية المحترمة، ويعد من كبار العلماء حفظة القرآن في المنطقة، تتلمذ على يده ثلة من الفقهاء والأدباء والشعراء ، وينظم له أبناء قبيلة مجاط موسما بضواحي العيون ، خلال كل سنة، يتلى فيه القرآن وتق أر فيه الأمداح النبوية، كما تنظم فيه لقاءات وندوات شعرية لفائدة أبناء المنطقة.
وهذا الضريح يحتاج اليوم إلى عناية خاصة من طرف وازرة الأوقاف والشؤون الإسلامية
أوكي..