خطير جدا: ميراوي يؤسس لنموذج جامعي "مفرنس" للدفاع عن الفرنكوفونية
الأنوال نيوز
يواصل عبد اللطيف ميراوي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، تنزيل مخططه الرامي إلى "فرنسة" الجامعة المغربية عبر "تبليص" كل أصدقائه حاملي الجنسية الفرنسية والذين "انتهت مدة صلاحيتهم" بالجامعات الفرنسية من أجل التأسيس لجبهة متراصة للدفاع عن الفرنكوفونية ومشاريعها والقطع مع الانفتاح على التجارب التربوية الفضلى على الصعيد الدولي، غير الفرنسية، الذي انخرطت فيه المملكة المغربية خلال العقد الأخير، خاصة الأنكلوسكسونية منها، والذي ترجمها القانون-الإطار 51.17 في أحكامه التي صادق عليها المجلس الوزاري والمجلس الحكومي والبرلمان بغرفتيه.
وفي هذا الصدد، انتهى إلى علم الجريدة أنه تم استدعاء خليل الخمليشي دريسي، القادم من جامعة كليرمون فيران الفرنسية Clermont-Ferrand، من أجل اجتياز مباراة انتقاء الرئيس الجديد لجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس قصد تثبيته رسميا في قادم الأيام على رأسها.
وقد عهد عبد اللطيف ميراوي، الرئيس السابق للوكالة الجامعية الفرنكوفونية، إلى صديقه وابن منطقته، الفقيه بن صالح، نور الدين مؤدب، رئيس الجامعة الدولية بالرباط، والمالك لأسهم مهمة في رأسمالها، الحامل كذلك للجنسية الفرنسية، على غرار ميراوي، والقادم هو الآخر من فرنسا، بالضبط من جامعة نانت Nantes، (عهد إليه) ترأس لجنة الانتقاء. وفي مفارقة غريبة، تتكون اللجنة، إضافة إلى مؤدب، من محمد البرنوصي، أستاذ بجامعة نانت الفرنسية Nantes، جامعة مؤدب، بالإضافة إلى كونه خريجا من جامعة رين الفرنسية Rennes، المدينة التي أتى منها ميراوي قبل تعيينه وزيرا حيث شغل بها منصب مدير المعهد الوطني للعلوم التطبيقية Institut National des Sciences Appliquées (INSA). كما تتكون اللجنة المذكورة من نصر الدين اليوبي، أستاذ الجيولوجيا بكلية العلوم السملالية التابعة لجامعة القاضي عياض بمراكش التي ترأسها ميراوي خلال الفترة من 2011 إلى 2019، ومن محمد فكرات، الرئيس السابق لمجموعة كوسومار والذي جاور ميراوي في لجنة النموذج التنموي.
هذا، وقد سبق لمؤدب أن عهد له ميراوي ترأس لجنة انتقاء المدير الجديد للوكالة الوطنية لتقييم جودة التعليم العالي والبحث العلمي حيث تم وضع امحمد دريسي، صديق ميراوي ومؤدب والحامل هو الآخر للجنسية الفرنسية والقادم من نفس المعهد الفرنسي INSA بمدينة رين Rennes الفرنسية الذي ترأسه ميراوي قبل تعيينه وزيرا (وحيث أن ميراوي خلف ادريسي على رأس نفس المعهد المذكور)، (تم وضعه) "أولا" وتم إرسال، في وقت سابق، محضر اللجنة إلى رئيس الحكومة من أجل تعيينه في أقرب مجلس للحكومة.
في نفس السياق، تم مؤخرا اقتراح مصطفى المشرافي، صديق آخر لميراوي والحامل كذلك للجنسية الفرنسية، ليشغل منصب عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بسلا التابعة لجامعة محمد الخامس بالرباط.
كل هذه المعطيات وأخرى تكشف بالملموس الأسباب الحقيقية التي دفعت بالوزير ميراوي إلى التخلي عن نظام الباشلور الذي تم تبنيه من قبل الحكومة المغربية خلال مجلسها المنعقد بتاريخ 30 يناير 2020، وشكل أيضا محورا أساسيا جاء به البرنامج الحكومي الحالي 2021-2026 في شقه المتعلق بالتعليم العالي (الصفحة 45).
كل التبريرات "غير الموضوعية" التي قدمها الوزير في مرافعاته، من قبيل رأي المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي في هذا الشأن والذي أعدته، للتذكير، إيمان كركب، الكاتبة العامة للمجلس، صديقة ميراوي جد المقربة منذ أن استقدمها كاتبة عامة لجامعة القاضي عياض بمراكش عندما شغل منصب رئيسها، (التبريرات) لن يكون بمقدورها تمويه الرأي العام الوطني الذي أدرك جيدا المخطط الفرنكوفوني الذي جاء من أجله ميراوي، تحت يافطة "النموذج الجديد للجامعة المغربية".
أوكي..