إرتفاع الحرارة بالمغرب..وظاهرة الاحتباس الحراري بالعالم
_56.jpg)
الأنوال نيوزبقلم :الأستاذ محمد جبون القنيطرة
تشهد عدة مدن بالمملكة المغربية، خلال هذه الأيام موجة حر شديدة، وغير مسبوقة، ويرجع خبراء الأرصاد الجوية، السبب إلى التغيرات المناخية ، هو أكبر تهديدٍ صحيٍ يواجه البشرية، تضر تأثيرات المناخ بالفعل بالصحة، من خلال تلوث الهواء، والأمراض، والظواهر الجوية الشديدة، والتهجير القسري، والضغوط على الصحة العقلية، وزيادة الجوع وسوء التغذية في الأماكن التي لا يستطيع الناس فيها زراعة المحاصيل أو العثور على غذاءٍ كافٍ، وتؤدي أنماط الطقس المتغيرة إلى انتشار الأمراض، وتزيد الظواهر الجوية المتطرفة من الوفيات وتجعل من الصعب على الرعاية الصحية مواكبة الأمر، تمتص المحيطات معظم حرارة الاحتباس الحراري، وقد ازداد معدل ارتفاع درجة حرارة المحيطات بشدة خلال العقدين الماضيين، عبر جميع أعماق المحيطات ومع ارتفاع درجة حرارة المحيطات، يزداد حجمها مع تمدد المياه بسبب ارتفاع درجة حرارتها، كما يتسبب ذوبان الصفائح الجليدية في ارتفاع مستويات سطح البحار، مما يهدد المجتمعات الساحلية ، وبالإضافة إلى ذلك، تمتص المحيطات غاز ثاني أكسيد الكربون، وتمنعها من الانطلاق نحو الغلاف الجوي، لكن زيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون تجعل المحيطات أكثر حمضيةً، مما يعرض الحياة البحرية والشعاب المرجانية للمخاطر.
حيث عرف المغرب موجة جفاف متتالية، وأصبح الجفاف بنيوي في تركيبة المغرب الفلاحية،حيث تسببت هذه الموجة، في نشوب عدة حرائق في مختلف جهات المملكة شأنه في ذلك شأن باقي دول العالم، وتعد حرائق الغابات والطقس القاسي والآفات والأمراض الغازية من بين العديد من التهديدات المتعلقة بتغيرالمناخ وفي حين أن بعض الأنواع ستكون قادرةً على الانتقال والبقاء على قيد الحياة، مما خلفت هذه الحرائق عدة مآسي، مادية واجتماعية.
مما أصبحت العواصف المدمرة أكثر حدةً وتكرارًا في العديد من المناطق، ومع ارتفاع درجات الحرارة، يتبخر المزيد من النداوة، مما يؤدي إلى تفاقم هطول الأمطار الغزيرة والفيضانات، ويتسبب بالتالي في المزيد من العواصف المدمرة.
كما يتأثرتواترونطاق العواصف الاستوائية بارتفاع درجة حرارة المحيطات، إذ تشتد الأعاصير والزوابع والأعاصيرالاستوائية بوجود المياه الدافئة على سطح المحيط، وغالبًا ما تدمر مثل هذه العواصف المنازل والمجتمعات، وتتسبب في وفيات وخسائر اقتصادية فادحة.
فرغم، أن التحريات الأولية، تشير إلى ضلوع يد الإنسان في نشوب هذه الحرائق، إلا أن العوامل المناخية،كانت مساعدةجدا في تأجيج هذه الآفة.
فالتغيرات المناخية، هي ظاهرة طبيعية، تتكرر بإستمرار، ولكن بسبب، النمو الديموغرافي المتصاعد والتطور التكنولوجي المتسارع،أصبحت آثارها ظاهرة بشكل ملفت، كونها تؤثرعلى النظم البيئية، التي يعتمدها توازن كوكب الأرض، هذا الخلل المناخي يؤثر على حركة التيارات الهوائية، وبالتالي تغيير مسار التساقطات المطرية والثلجية،والسبب المسكوت عنه، هو ثوران باطن الأرض، وتهييء الظروف لانفجارات بركانية تلوح في الأفق، وتنذر بكارثة إنسانية مستقبلية لاقدر الله، حيث هناك العديد من البراكين الخامدة بدأت في التحرك وأصبح نشاطها يثيرالقلق،حيث عند إنفجار بعضها، يتسبب في تطاير الأطنان من الحمم والرماد،والغازات السامة المضرة بالبيئة:"غازأول وثاني أوكسيد الكربون ،ناهيك عن التلوث ألتي تسببه
المصانع والمعامل ، وعوادم السيارات والطائرات والبواخر، والزعف العمراني وقطع الأشجار ،ورمي النفايات،وتلوث البحار والمحيطات، هذه الآفات بدأت تحاصر الكون من كل الجهات، وبدأت تدق ناقوس الخطر".
وقد تفطن المغرب لهذه الظاهرةمبكرا، وبدأ في التوعية بمخاطرها عن طريق اللافتات والوصلات الاشهارية، وحملات التوعية بين الفينة والأخرى، ناهيك عن احتضانه لفعاليات :
كيف سيبدو النجاح في مؤتمر المناخ القادم في غلاسكو COP26؟
هنالك أربعة عناصر كبيرة:
-الأول : يتعلق بالوعود التي قُطعت في الماضي، ولا بد من احترام هذه الأهداف واستكمالها، لا سيما تعهد الدول المتقدمة باستقطاب 100 مليار دولار سنوياً لدعم الدول النامية في مواجهة تغير المناخ.
هذا الالتزام مهمٌ للغاية لبناء الثقة اللازمة للخروج من المؤتمر كمجتمعٍ دولي ذو هدفٍ مشترك، وهو جعل اتفاق باريس حقيقةً واقعة.
-ثانياً: نحتاج إلى إنهاء المفاوضات حول اتفاقية باريس وتنفيذها بالكامل، لقد كنا نتفاوض بشأن المبادئ التوجيهية التشغيلية لمدة خمس سنوات، وليس لدينا المزيد من الوقت لذلك، فالقضايا الهامة تحتاج إلى حل.
-ثالثاً: نحتاج إلى زيادة الطموح في ما يتعلق بالتخفيف، ولكن أيضاً في التكيف والتمويل باعتبارها الركائز الثلاث الكبرى لنظام تغير المناخ.
-رابعاً: يجب ألا نترك أي صوت أو حل وراءنا، كلُّ شخصٍ لديه دورٌ يلعبه، لذا يجب أن يشارك الجميع، كما يجب أن يستجيب العمل المناخي لتوقعات مجتمعاتنا.
لماذا لا يزال التقدم متأخراً حتى الآن فيما يتعلق بالتكيف مع المناخ؟
لفترةٍ طويلة، كان يُنظر إلى التكيف على أنه قضية ذات صلة بالدول النامية فقط، ولا سيما الدول النامية المعرضة للخطر، حيث كانت الظواهر الجوية المتطرفة تُلحق خسائر كبيرة بالاقتصادات والمجتمعات، نرى أحداث مناخية قاسية تحدث في كل مكانٍ في العالم، وفي كل يوم، يجب أن يكون ذلك حافزاً للناس ليفهموا حقاً أن بناء التكيف والمرونة في كل مكان هو في مصلحة الجميع.
نقول دائماً أن تغير المناخ عاملٌ مضاعِفٌ للتهديد، لذلك أينما كان لديك جفاف أو فيضان مفاجئ أو عاصفة ثلجية أو أي شيءٍ آخر، فإن ذلك يخلق حالةً من الضعف يمكن أن تؤدي إلى عدم الاستقرار والنزاعات،مما أدت الهجرة من إفريقيا إلى أوروبا منذ عامين فقط إلى إيجاد وضعٍ حرج للغاية مع ارتباطٍ واضحٍ بتغير المناخ.
كما يشارك المغرب بشكل فعال في جميع المؤتمرات واللقاءات المتعلقة بالمحافظة على كوكب الأرض وازدهاره.
أوكي..