مؤتمر طهران : الأفعال تخالف الأقوال
الأنوال نيوز بقلم : الأستاذ محمد جبون
إن العالم يتشكل، بحلة جديدة، ربما ستتغير نظم واقتصادات ، في ظل الصراع الدائر حول النفوذ الاقتصادي الحالي، والهيمنة الاقتصادية الجديدة.
إننا نمر بعام دقيق بالنسبة للاقتصاد العالمي. فإذا لم تتحقق مخاطر التطورات السلبية وثبتت فعالية الدعم المقدم من السياسات، سيعود النمو العالمي بالتالي إلى مستوى 3,6% في 2020.
أما إذا تحقق أي من المخاطر الرئيسية، فقد لا يحدث التعافي المتوقع في الاقتصادات الواقعة تحت وطأة الضغوط، والاقتصادات المعتمدة على الصادرات، والاقتصادات المثقلة بالديون. وفي تلك الحالة، سيتعين على صناع السياسات التكيف مع هذه الأوضاع. وطبقا للظروف، قد يقتضي الأمر أن تقدم السياسة لكل الاقتصادات دفعة تنشيطية متزامنة تتوافق مع ظروف كل بلد، وتكون السياسة النقدية التيسيرية عنصرا مكملا لها، ويمكن أن يؤدي التزامن إلى زيادة فعالية إجراءات التنشيط المالي من خلال الإشارة إلى الآثار التي ترفع مستوى ثقة الأسر والأعمال، ومن خلال تخفيف التسربات الممكنة عبر الواردات، ولا يزال من الضروري توفير الموارد الكافية للمؤسسات متعددة الأطراف للحفاظ على شبكة أمان عالمية فعالة، مما يمكن أن يساعد على استقرار الاقتصاد العالمي.
فمؤتمر طهران : جمع بين دول تتناقض أفعالها مع أقوالها، حيث أن روسيا لا تقبل بالرأي الآخر، ولا تسمح بالمس بوحدتها الترابية،وكل من عارض سيا ستها ،من المواطنين فمصيره السجن،بينما هي تستبيح أرض جيرانها ،وتدمر دولة بأكملها، ذات سيادة معترف بها لدى هيئة الأمم المتحدة.
بينما البلد المضيف إيران، تستبيح أراضي الدول المجاورة:مثل العراق وسوريا ولبنان واليمن ،كما تسعى إلى زرع الفتنة، بشمال إفريقيا وذلك عن طريق دراعها العسكري : والمتمثل في حزب الله والحرس الثوري الإيراني أما تركيا أردوغان، فهي تستبيح أرض سوريا وشمال العراق، في كل وقت وحين، حتى المدنيون لا يسلمون من بطشها أما الولايات المتحدة الأمريكية، فهي تسعى جاهدة لتأمين حاجياتها النفطية، بعدما أغدقت على إسرائيل بدعم غير مشروط، ومساعدات غير مسبوقة، وكذلك تأمين حاجات حلفائها ، مما جعلها تتودد، لدول الخليج من أجل زيادة إنتاجاتها النفطية، وتعويض الغاز الروسي إن أمكن .
لكن القضية الفلسطينية، لم تنل النصيب الذي روج له قبل زيارة بايدن، إلى جدة واكتفى بزيارة مجاملة للضفة الغريبة ووعد ببعض المساعدات، وتوفير مزيد من الصلاحيات للسلطة الفلسطينية، دون أن تعطيهم الحق في قيام دولة فلسطينية قائمة بذاتها ،جبنا لجنب مع دولة إسرائيل، وعاصمتها القدس الشرقية، والانسحاب الكامل من الأراضي التي احتلتها إسرائيل سنة 67 هذه هي مؤتمرات الدول الكبرى ،فرغم نداءات القادة العرب في مؤتمر جدة حول مركزية القضية الفلسطينية في الإسرائيلي، لكنها تبقى مجرد صيحة في واد.
لا شك أن مكانة القضية الفلسطينية قد تراجعت بصورة خطيرة جداً على الساحتين العربية والدولية، وأن الاهتمام بحقوق الشعب الفلسطيني قد تقلّص وانحدر. وكان من المفروض أن يبادر أصحاب القضية إلى إحياء قضيتهم من جديد والعمل على استقطاب التأييد لحقوقهم. لكن يبدو أن أصحاب القضية يشكّلون عاملا ً أساسياً ورئيسياً في تدهور مكانة قضيتهم بخاصة أن بعضهم قد اعترف بإسرائيل وينسّق معها أمنياً ويلاحق المقاومة الفلسطينية والمناضلين والمجاهدين. لكن الشعب لم ير شيئاً إيجابياً يتبلور على الأرض ولم ير تنفيذاً لأي بند من بنود الاتفاق أو البيان الذي صدر في نهاية الاجتماع.
جاء الخير من إيران التي ما زالت تتمسّك بحقوق الشعب الفلسطيني وبعدم شرعية وجود الكيان الصهيوني. ألزمت إيران نفسها بتحرير فلسطين منذ أن انتصرت الثورة الإيرانية عام 1979، وعملت ما بوسعها للتضييق على إسرائيل. وأبرز ما قامت به إيران هو دعم المقاومة في لبنان وفلسطين. ولأول مرة في تاريخ الصراع يتذوّق العربي طعم النصر على الكيان الصهيوني.
انتصرت المقاومة اللبنانية على الكيان الصهيوني، وتمكّنت المقاومة الفلسطينية من إفشال ثلاثة حروب متتالية شنّها الكيان على قطاع غزّة. وكان جزء كبير من الفضل في الإنجاز يعود لإيران التي موّلت المقاومة وزوّدتها بالسلاح، وزوّدتها أيضاً بالمعرفة العلمية اللازمة لتطوير الأسلحة.
أوكي..