الحرب الأوكرانية إلى أين؟

الأنوال نيوز : بقلم الكاتب الأستاذ محمد جبون
لقد زعزع الغزو الروسي لأوكرانيا، العلاقات الدولية، بل أن النظام العالمي، انقلب على نحو مثير،فأوكرانيا دولة مهمة ذات سيادة لها موقع استراتيجي، فضلا على توفرها على محصول زراعي كبير من القمح والذرة يسد جزءا كبيرا من حاجة العالم. لقد كان الغزو الروسي لأوكرانيا، إعلانا لبدء عملية انقلاب في النظام العالمي. فاوكرانيا الآن توجد في مفترق الطرق ما بين الاستسلام للروس العازمون لربح هذه الحرب مهما كلفهم ذلك من ثمن، وبين خوض حرب بالنيابة يدفع ثمنها الشعب الأوكراني المسالم.
هذه الحرب الذي هددت أنظمة الطاقة العالمية والإنتاج والتوزيع والتموين والغذاء،وأحدتث أزمة عالمية لم تشهدها أوروبا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
ويعتبر الهجوم الروسي أخطر هجوم عسكري تقليدي على بلد دي سيادة وخلف صدمة كبيرة في الغرب بشكل خاص وفي العالم بشكل عام ،وأدت لمجاعة بعض الدول الإفريقية التي لاحول لها وقوة.
هذه الحرب إنذار للنظام العالمي(المستقر)نسبيا،ويعبر ماحصل في أوكرانيا نقطة تحول كبرى، في التاريخ المعاصر ولحظة مفصلية تاريخية، في حياة البشرية، قد يعقبها اصطفاف جديد وتحالفات املتها الظروف المستجدة ،وبالتالي توازن جديد، فنهاية الحرب، ستحدد ملامح النظام الدولي الجديد.
فالغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، لم ترد أن تنجر إلى حرب مباشرة مع الروس،حيث ستكون المجابهة المباشرة مكلفة للجميع خصوصا إذا استخدمت فيها أسلحة الدمار الشامل وهو قرار في غاية الصعوبة،فقظ عبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن عجز الناتو في خوض هذه الحرب المستجدة.
كما لم تسفر العقوبات الاقتصادية عن تأثير كبيرعلى البنية العسكرية والاقتصادية الروسية،بقدر تأثيرها على الغرب كان أكبر.
فالغزو الروسي لأوكرانيا ليس باستطاعة الغرب وقفه رغم الدعم الأمريكي المحتشم لأن سلاح الغرب جديد على الاوكرانيين من حيث الاستعمال ولايتوفرون على الخبرة الكافية لاستعماله بنجاعة ناهيك أن روسيا تترصده بواسطة أقمارها الصناعية وتدمره في أحيانا كثيرة داخل مخازنه بمجرد وصوله، والغرب يتلكء بدعوى أن أوكرانيا ليست عضوا بحلف: الناتوواخيرا وليس آخرا، فإن هذه الحرب رغم محدوديتها في المكان فإن تداعياتها ستكون واسعة في الزمان وعلى البشرية جمعاء.
أوكي..