تنظيم الطائفة اليهودية مع إحداث المجلس الوطني للطائفة اليهودية المغربية
_2.jpg)
الأنوال نيوز
قدم وزير الداخلية، يوم الأربعاء الماضي، على هامش انعقاد المجلس الوزاري، عرضا أمام الملك محمد السادس، حول تنظيم الطائفة اليهودية المغربية، والذي يقوم على ثلاث ركائز، وهي إحداث المجلس الوطني للطائفة اليهودية المغربية، ولجنة اليهود المغاربة بالخارج، ومؤسسة الديانة اليهودية المغربية.
وتشمل المنظومة الجديدة، إحداث مجموعة من الهيئات، المتمثلة في المجلس الوطني للطائفة اليهودية المغربية ولجنة اليهود المغاربة بالخارج ومؤسسة الديانة اليهودية المغربية، بما من شأنه النهوض بالتراث اللامادي اليهودي المغربي وتعزيز الإشعاع الثقافي للديانة اليهودية وتقوية أواصر ارتباط يهود العالم بالوطن الأصلي.
وتعكس هذه التدابير الجديدة، التي أقرها المجلس الوزاري يوم الأربعاء 13 يوليوز الجاري، الذي تراسه الملك محمد السادس، توجها رسميا للمملكة المغربية لتعزيز مشاركة اليهود المغاربة بالخارج في الارتباط المكين بالهوية المغربية الغنية بكل روافدها الدستورية، اعتبارا للأعداد المهمة للجالية اليهودية المغربية المقيمة بمختلف دول المعمور.
و يرى محمد بنحمو، استاذ جامعي ومدير المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية، "أن إعطاء الملك محمد السادس لتعليماته، بصفته أميرا للمؤمنين والساهر على الأمن الروحي للمغاربة جميعا، لإعداد تنظيم الطائفة اليهودية المغربية، ينطلق من مكانة هاته الطائقة اليهودية المغربية في النسيج الوطني و في تركيبة المجتمع المغربي " هو يسعى لوضع هذا الإطار لضمان حرية ممارسة الشؤون الدينية واحترام كذلك الإختلاف في العقائد الدينية للمغاربة.
وأوضح بنحمو، أن الخطوة الملكية في هذا الإطار، هي بمثابة تكريس للرافد العبري الذي جاء في دستور المملكة لسنة 2011 أنه رافد من الروافد الاساسية الهوية المغربية، وبالتالي فإن هذا التكريس هو كذلك تكريس لمكون من المكونات الثقافة المغربية الغنية والمتعددة بروافدها.
وأردف المتحدث قائلا: "هذه المنظومة المعروضة على انظار الملك محمد السادس، تسعى لأن تكون هذا التاطير بشكل يناسب مكانة وحجم وأهمية الأقلية المغربية ذات الديانة اليهودية، وكذلك إعطاء لهذه الطائفة مكانة للمجلس سواء داخل المجلس الوطني للطائفة اليهودية المقترح، وكيف يمكن الانتساب إليه وتدبيره والهدف منه، سواء من ناحية تدبير شؤون الطائفة و المحافظة عليه والاشعاع الثقافي والشعائري للديانة اليهودية، او من ناحية الحفاظ على القيم المغربية الأصيلة لهاته الطائفة اليهودية التي لها تشبت كبير بوطنها ولها تعلق كبير بأمير المؤمنين ".
وتابع المحلل السياسي بنحمو، "لم يفت كذلك هذا الاقتراح على المستوى الوطني ان يتم تنظيم المغاربة ذوي الديانة اليهودية المقيمين بالخارج من خلال تأطيرهم بلجنة اليهود المغاربة بالخارج، وهي لجنة تقوم بنفس الدور، في إطار انسجام وتناغم مع المجلس الوطني، في تقوية أواصر إرتباط اليهود المغاربة المقيمين بالخارج ببلدهم الأصلي المملكة المغربية وكذلك تعزيز إشعاعهم الديني و الثقافي والحضاري ، ودفاعهم كما هو حال جميع المغاربة، بمختلف انتماءاتهم الدينية عن المصالح العليا للمملكة".
واستطرد محمد بنحمو: " أكيد بأن هذا الإطار سيمكن من الإعتناء بالتراث اللامادي اليهودي المغربي ومن المحافظة على تقاليده وصيانة خصوصيته، و هو كذلك فرصة تؤكد تتميز المغرب، وتجعل منه بلدا متفردا ومتميزا في مناخه و محيطه الإقليمي باعتبار انه يعطي لمواطنيه المكانة التي يستحقونها داخل وطنهم، ويشركهم في خدمة والدفاع عن مصالح وطنهم".
وخلص المتحدث إلى أن إمارة المؤمنين من خلال هذا التأطير ترسخ العمق التاريخي والبعد التاريخي القوي للمغرب ولمكانة المؤسسة الملكية كحامية وضامنة وساهرة على حقوق جميع المواطنين وعلى احترام ممارسة شعائرهم ،واحترام مماراساتهم الدينية في إطار من التسامح والتعايش والتساكن الذي ميز المغرب عبر التاريخ.
أوكي..