أزمة 1929 بقناع جديد
الأنوال نيوز بقلم : محمد جبون القنيطرة
انطلقت الأزمة الاقتصادية من بورصة وول ستريت بمدنية نيويورك يوم 24 أكتوبر 1929 بعد طرح 19مليون سهم للبيع دفعة واحدة، فأصبح العرض أكثر من الطلب، فانهارت قيمة الأسهم،فعجز الرأسماليون عن تسديد ديونهم، فافلست الابناك وانهار الاقتصاد العالمي.
أما الأزمة الجديدة الحالية ، فانطلقت يوم 24فبراير 2022 إثر الغزو الروسي لأوكرانيا بدعوى محاربة توسع حلف الناتو لمحاصرة روسيا، وقد واجه الغرب هذا الغزو بفرض مجموعة قاسية من العقوبات ضد روسيا (المالية والاقتصادية ) وقد عللت روسيا غزوها الغير مبرر بالقضاء على النازيين الجدد في أوكرانيا مع فرض نظام اقتصادي جديد متعدد الأقطاب ينصف شعوب البلدان النامية والفقيرة بغرض تحريرها من هيمة القطب الواحد واستثمار ثرواتها لصالحها بعيدا على الهيمنة الأمريكية والغربية، إلا أن السحر انقلب على الساحر بالنسبة للغرب، إذ أصبحت أوروبا تعاني من تدعيات العقوبات هي الأخرى، حيث فقدت الكثير من الاستثمارات التي كانت تجني منها أموال طاءلة داخل روسيا على سبيل المثال لا الحصر (ماكدونالدز - كوكاكولا - رونو - طوطال)والائحة طويلة التي كانت تعمل داخل روسيا ، حيث أصبحت أوروبا ومعها أمريكا تعاني من تسارع وتيرة التضخم الغير مسبوق ،وأصبحت تعاني في مجال تأمين المواد الغذائية وفي مقدمتها الحبوب والذرة بالاضافة للمواد النفطية حيث كانت تلبي احتياجاتها النفطية حوالي 40% من روسيا وهذا ما انعكس سلبا على أسعار المواد النفطية ثم باقي المواد دون ستثناء.
هذه الأزمة الحالية نخرت جيوب الفقراء ،وشردت العديد من الأسر خصوصا أنها أتت بعد أزمة كوفيد 19والعالم مازال منهكا جراء الأزمة الصحية العالمية وما خلفته من مآسي لا تعد ولا تحصى، لكن المستفيد الأكبر هم تجارالأزمات الذين يستثمرون كل شيء لصالحهم ولو على حساب مآسي الناس، لقد أصبحت امريكا وأوروبا تواجهان خطر التضخم والذي سيؤدي إلى ركود اقتصادي لفترة طويلة كما كان الحال
في أزمة 1929/1932.
في الوقت الحالي بلغ التضخم في أوروبا 8% بينما بلغ في الولايات المتحدة الأمريكية 9%ولمجابهة هذا الوضع توجد طريقتان الأولى:رفع سعر الفائدة وهو ما
تهيئه أمريكا الآن والذي سيؤدي إلى عزوف الشركات عن أخذ القروض وبالتالي إفلاس معظم الشركات العالمية أما السيناريو الثاني : طباعة كميات كبيرة من الدولار الورقي لتسديد الالتزامات المالية الواجب تسديدها وهذا ينعكس سلبا على القيمة الفعلية للدولار والذي ستنخفظ قدرته الشرائية لا محالة وبالتالي تنتهي هيمنة الدولار على الإقتصاد العالمي منذ خطة مارشال إثر نهاية الحرب العالميه الثانية وتجدر الإشارة أنه ظهر تنسيق غير مسبوق في الأزمة الحالية بين روسيا والصين مما حدا ببعض الدول الإلتحاق بهم مثل الهند وبعض دول آسيا الوسطى.
ورد الرئيس الأمريكي جو بايدن بمؤتمر جدة في النصف من الشهر القادم حيث سيعمل على استقطاب مزيد من الدول المؤيدة للطرح الأمريكي( حلف في مواجة حلف )
أوكي..