حفل تأبين المرحوم الحاج إبراهيم بلمام يستحضر خصاله ومواقفه الحكيمة بوزارة الصحة

الأنوال نيوز
كلمةعلي لطفي في حفل تائبين الفقيد المرحوم الأستاذ الحاج إبراهيم بلمام .
بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين "مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً "
بداية تحية تقدير وشكر لكل الاخوات والاخوة الذين سهروا وساهموا في تنظيم هذا الحفل التابيني وعلى راسهم استاذنا الجليل اسماعيل العشاتي ، كما أحيي الحضور الكريم على هذه الالتفاتة الطيبة.
أسرة الفقيد العزيز الحاج ابراهيم بليمام .
الحضور الكريم .
أستسمحكم المشاركة بكلمة في تأبين استاذنا ومعلمنا واخينا المرحوم بإذن الله تعالى الأستاذ الحاج إبراهيم بلمام طيب الله ثراه.
فكم هي لحظة صعبة أن يقف الإنسان لتابين هرم من اهرام المنظومة الصحية
ومنظومة التكوين بوطننا العزيز لحظة تأبين المرحوم الحاج بلمام الذي اجتمعت فيه كل الصفات والمكارم : الأستاذ والمربي الخلوق والمناضل الشهم ، الجمعوي والنقابي والحقوقي والرياضي علاقته مع الحكم الدولي المرحوم مولاي ادريس - "الشريط" عرفناه أستاذاً هادئاً، متواضعاً ، قنوعاً، ملتزماً بإنسانيته وواجباته.
حمل الأمانة بإخلاص، وأعطي لمهنته وعمله واسرته ولوطنه كل الجهد والخبرة فاحبه الجميع ،
كان رحمه الله معلما ومؤطرا ومناضلا، وحكيما بصم مسيرته وحياته المهنية بعلاقاته الإنسانية وخصال ومزايا حميدة، كحسن الخلق وطيبة المعشر وسماحة القلب بحبه للناس وحبه لوطنه وبلده وعائلته.كان الفقيد رجل نزاهة وفكر بكل معاني النبل والاخلاق والوطنية الصادقة ،والوفاء للقيم الإنسانية النبيلة ، ذي رؤية متنورة ، وثاقب للنظر عميق التفكير والتأمل متزنا في التفكير حصيف الراي يبتسم في كل اللحظات .
لقد كان الفقيد المرحوم إبراهيم بلمام ،قدوة ونموذجاً حازماً في الأمور التي تطلب الحزم ولامهادنة على حساب القيم والأخلاق المهنية وحقوق المرضى ، صقلته التجارب في مسار مهني حافل بالعطاء والصدق والمثابرة والنضال والتضحية ونكران الذات وإحساسه بالمسؤولية ، تجسدت حينما كان يتحمل مسؤولية الحراسة العامة بأكبر مستشفى جامعي ابن سينا بالرباط كان منبع ومصدر المعارف في معالجة المشاكل الصحية و مثلاً يحتذى به في تقديم المساعدة و الخير ، وحينما كان مسؤولا عن ثانوية الصحة فأعطى أيضا كل ما لديه في سبيل تطور وتقدم العلوم التمريضية والصحية وتقدم وبناء المنظومة الصحية الوطنية وبسواعد وطنية بعد فترة الحماية واستقلال المغرب.. وهنا نسجل اقوى شهادة في حق المرحوم جاءت في كلمة التابين للبروفسور مولاي الطاهر العلوي أحد اكبر أعمدة النظام الصحي الوطني ورئيس سابق هيئة الاطباء الوطنية
كان لي شرف ان اشتغل بجانبه وارافقه في مجموعة من المحطات المهنية والنضالية وكان حقا يمتلك رؤية ثاقبة وفكر وتجربة واسعة، كان لنا بمثابة الأستاذ والمؤطر نستفيد من توجيهاته لتجاوز كل المشاكل بهدوء وبحوار بناء والبحث عن النتائج ، وفي تدبيرنا للنضال النقابي من اجل تحقيق مطالب الأسرة الصحية بشكا عام واسرة التمريض بشكل خاص ،وهو ما زاده احتراماً وتقديراً ومحبة في قلوب زملائه في العمل وفي الحياة النقابية والجمعوية بقطاع الصحة وكل من عرفه والتقى به.
كان صديقا للجميع.
المرحوم الحاج إبراهيم بلمام لم يكن مسؤولا إداريا واطارا مكونا تقنيا فقط، بل كان حاملا هم وطنه، في كل القضايا كانت له القدرة الواسعة على التحليل والتقييم واقتراح الحلول والبدائل انطلاقا من تجربته الواسعة في مجال التدبير والتسيير والقوانين والتكوين و المناهج التربوية والتعليمية ساهم بشكل كبير في مأسسة قوانين مهنة التمريض ومناهج تكوين الممرضين وتقنيي الصحة، وفي اصلاح الاختلالات التي عرفها قطاع الصحة بآرائه واقتراحاته العملية كان دائم الحضور في كل المنتديات والقاءات التي تنظمها وزارة الصحة كمرجع وكفاءة ، كما كان له الفضل في تحسين اوضاع الاطر التمريضية من خلال مساهمته في تأسيس العمل النقابي والجمعوي في قطاع الصحة . فلم تقتصر رؤيته على عمل جمعية خريجي مدرسة الأطر الصحية وتطوير خداماتها كما ونوعا فحسب، لا بل خطط لتوسيع دائرة عملها لتطال رقعة العمل النقابي بتنوعه، فاحتل موقعا في تأطير نضالاتها داخل المحيط الصحي .تجده في في كل اللقاءات أو الاجتماعات وفي كل المنتديات متميزا بتدخلاته وافكاره ورؤاها مدافعا شرسا عن مبادئ مهنة التمريض واخلاقياتها. وعن حقوق المرضى في أنسنة العلاجات وجودتها كان يتألم كثيرا حينما يلاحظ تردي الخدمات الصحية، وتراجع مستواها خاصة عندما يزور مستشفى ابن سينا الذي قضى به فترة مهمة من حياته المهنية كما كانت له انتقادات على منظومة التكوين لحبه لهده المهنة ، كان مثالا للعطاء والإخلاص والحرص على التميز والانتماء للمؤسسة الصحية ولمهنة التمريض، متسلحا بالعمل الجدي والتواضع وخدمة الجميع دون تمييز مؤمنا بسمو صحة الانسان وبالعدالة الصحية .
كان المرحوم الحاج إبراهيم بلمام مهندس العمل الجمعوي والنقابي بقطاع الصحة بالمغرب ،حيث خطط هو ومجموعة ومن رفاقه رواد المهنة رحمة الله على عدد منهم واطال الله في عمر الباقين على قيد الحياة ساهموا جميعا في بناء منظومة جديدة لتكوين الممرضين والممرضات وتقنيي الصحة وتكوين اطر وكفاءات تمريضية في مستوى اعلى فحولوا جمعية خريجي مدرسة الاطر الصحية انبثقت عنها الجمعية المغربية لعلوم التمريض والتقنيات الصحية التي يتواجد معنا في هذه القاعة رئيسها الحالي الأستاذ حبيب كروم ، اصبحت مجالا لتصريف وترجمة مطالبهم في الإصلاح والتغيير تحولت الى مؤسسة جمعوية معترف بها على المستوى الوطني والدولي بانخراطها وعضويتها في المجلس الدولي للتمريض. فكان من بين أبرز مؤسسيها الأوائل عام1995.
وبجانب العمل الجمعوي كانت له نظرة متقدمة في تطوير العمل النقابي وفعاليته كأداة لتغيير الواقع وتحسين أوضاع الشغيلة الصحية فكان الموجه لجميع النقابات الصحية في الحوارات الاجتماعية لمعاجلة أوضاعها المادية والمعنوية والمهنية .
كان الفقيد يحظى بالمحبة الكبيرة والتقدير العظيم لدى القيادات النقابية الوطنية وعلى راسهم المرحوم الدكتور بوزوبع الذي كان يعتز ويفخر به . وبشهادة مستنيرة تاريخية من احد مؤسسي العمل النقابي البديل واحد.رجالات الصحة والميدان التمريضي المحامي الأستاذ الهرموزي محمد. وبجانبه الخبير الديمغرافي الصحي الأستاذ عبد العزيز ازكيور .
المرحوم الحاج إبراهيم بلمام يستحق أكثر من التكريم بصفته أحد مهندسي المنظومة الصحية الوطنية ومنظومة التكوين والمؤسسين للعمل الجمعوي والنقابي واحد الكفاءات العالية لتطوير مهنة التمريض ببلادنا منذ نشأتها واستمر طوال حياته متلاحما معها إلى ان توفاه الله، وستبقى ذكراه في تاريخ تطوير المنظومة الصحية وتكوين الممرضين والممرضات والتقنيات الصحية التكوين النقابي بالمغرب .
نم أستاذنا الفاضل مرتاح البال والضمير، فقد أديت رسالتك بأمنة وقمت بدورك على أحسن وجه، والرجال الصادقون أمثالك لا يموتون
"مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً" تغمد الله الفقيد بواسع رحمته، وأسكنه فسيح جناته، أمين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
علي لطفي
الكاتب العام للمنظمة الديمقراطية للشغل
رئيس الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة
أوكي..