أي دور للمجتمع المدني في ظل الأزمة الاجتماعية؟
الأنوال نيوز
أعتقد ان المجتمع المدني بهذه الادوار التقليدية والاخري المنسباتية ليست الآلة السحرية التي ستقوم باحداث التغير في المجتمع المغربي ، وخاصة بعد تجربة الانتخابات الاخيرة البرلمان والجماعية فالمجتمع المدني تغيرت ادواره في المغرب وأصبح يجنح للسياسة اكثر ما يقوم بفعل التنمية ، تم استيلاب الجمعيات بالوعود وبالمال واتجهت تخوض في أعمال وكانها تنوب في عدة مهام اساسية من مهام المؤسسات الحكومية معتقدة ان الامور ستسير على مايرام،فى الظرف الراهن ، لكن العكس ماوقع فقد ابانت عدة تجارب ان رمي الكرة في ملعب المجتمع المدني كان له عواقب وخيمة سواء على المردودية او على التنمية، لقد أضاع المجتمع المدني دوره الحقيقي ومهامه الاساسية وهويته وكينونته المدنية وأصبح كالغراب الذي أراد يقلد مشية الحمامة فلم يفلح واضاع مشيته ولم يفلح في التقليد، لم تنتبه بعض الجمعيات الى سياسة الواجهة والمغريات التى ابتليت بها في فترة مهمة من تاريخ المغرب باستثناء الجمعيات الملتزمة ....لقد مرت الانتخابات السياسية وتم استغلال مفهوم المجتمع المدني للترويج لطموحات سياسية وايديولوجيات لبعض الاحزاب وانساقت بعض الجمعيات في حملات الترويج لدعم المرشحين واستغلت ضعف فئة من المواطنين والمواطنات بطرق متعددة وأساليب مختلفة لايهامها بخيبة امل ، فلم يعد الغرض من التنمية تلبية حاجيات الفءات الهشة والضعيفة
ولاحظنا بعد الاستحقاقات ماذا وقع؟
غابات الوعود المعسولة والأماني الخادعة وواجه المواطن البسيط الواقع المعاشي اليومي واختفت الوساطة والتي تولاها المجتمع المدني وأصبح السياسي يصول ويجول في الساحة لوحده ، ونسي شريكه ، واكتفت الجمعيات بمراقبة الوضع في صمت وسكون ولم تعد شريكة في التنمية كما كانت تدعي بل اقتصرت ادوارها على الحنين وتراجعت ادوارها الترافعية او الاقتراحية ، وتركت المواطن وحده يواجه الصعوبات والمشاكل اليومية يواجه ازمة النقل وازمة الصحة وازمة ارتفاع وغلاء اسعار بعض المواد الاستهلاكية وأهمها البترول ،نحن لانحمل الأوضاع للمجتمع المدني ولكننا نتعجب من صمته وتراجعه في دفاعه عن الطبقة الضعيفة امام السياسيين بشكل حضاري بدل ترك الفراغ لابد كان عليهةان يساهم فى احتواء الازمة لقد كان يتعين على المجتمع المدني توعية المجتمع وتحسيس الأفراد بالظروف الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التى تمر منها البلاد وان تكون لهالشجاعة ليشكل قوة اقتراحية يشارك بها الي جانب الحكومة لحل العديد من المشاكل لقد اصبح من اللازم اعادة النظر في دور المجتمع المدني وتطوير قدرات المنظمات وربط أهدافها بالواقع وبالامكانات المتاحة لها والبحث عن مدي تفاعلها مع الدولة والمجتمع ككل.
فاذا كان المجتمع المدني ظاهرة اجتماعية بامتياز فان ملامح وسمات الثقافة السياسية السائدة التي تعاني من بعض السلبيات تؤثر وتحد من فاعلية منظمات المجتمع المدني علي مستوي المشاركة والعمل الجماعي والانفتاح والديمقراطية والحكامة ، واذا ما استمر الوضع على ماهو عليهة تظل المساحة المتاحة لحركية المجتمع المدني رهينة ومقيدة برؤية الدولة وتمثلها لادوار منظمات المجتمع المدني
ولهذا نتساءل عن الادوار الجديدة للمجتمع المدني على ضوء المشروع الجديد للتنمية الذ تتحدث عنه الحكومة
وماذا ينتظر من الجمعيات للمشاركة في التنمية ؟
هل التكيف مع المتغيرات ام البحث عن أدوار طلاءيعية ؟
هل الانخراط في المشروع التنموي الجديد بمقاربة تشاركية وإمكانيات مالية ودعم من الدولة ؟
ام دعم عملية التغير والتحول الديمقراطي كقوة اقتراحية بديناميةعقلانية ؟
ام الاقتصار علي الادوار التقليدية التى لااعتقد انها ستحرره في المستقبل ...
كيف نعيد للمجتمع المدني المغربي هويته وقيمه ورسالته الإنسانية ؟
كيف نجعله مجتمعا مدنيا مستقلا في ادواره وأعماله ، لاتبعية له للسياسي الحزبي او السياسي الاقتصادي ؟
هذه مجموعة من الأفكار والتساؤلات التي كنت اتمني ان تكون على طاولة المجلس الوطني للشباب والمجتمع المدني للإجابة عليها للأحداث أدوار جديدة للمجتمع المدني تتلاءم مع التطورات الاجتماعية والاقتصادية ومع الظروف الدولية الراهن وخاصة مع هذا التطور الرقمي والثقافة الكونية
محمد الغياط استاذ باحث في علوم التربية تخصص علم النفس التربوي .
أوكي..