في اليوم العالمي للمراة، لمن الورد ؟؟..!
الأنوال نيوز- بقلم : د .محمد الغياط استاذ باحث في علوم التربية
يمر اليوم في مرارة والناس يحتفلون بالعيد ،وانا معهم لكن لايحلو العيد بدون امي حليمة الفيلالي عوال ،واتساءل في دهشة من امري واسال لمن الورد ؟ هل للام المناضلة ربة بيت التي تزوجت منذ نعومة اظافرها وفي سن خمسة عشر سنة،؟ الام التي وقتها لم يتحدث احد عن زواج قاصرة ! ولم يدون احد ان حليمة اغتصبت في طفولتها واصبحت ربة بيت في سن المراهقة ، كانت تحاول ان تزاوج بين مسؤلية البيت وتلبية رغبات الطفولة باللعب قي باب الدرب مع قريناتها وهن يترقبن عودة ابي احمد من العمل( الله يا احمد ناري ناري ياحمد )، فحين ياتي دورها في لعبة الحبل تقف احدي الصديقات في راس الدرب لتتجسس علي عودة ابي احمد من العمل لتخبرها فورا بالخبر لتعود مسرعتا الي منزلها لتكمل طهي الاكل وترتيب المنزل ..... كانت امي حليمة تنادي ابي احمد بكلمة " زماني " وكانها تختزل حياتها وعمرها في زوجها ، وهكذا كان الإحترام والتقدير يجول ويعمر بيتنا المتواضع بالقناعة والتفاهم ... وانجبت امي عشرة اطفال سبعة ذكور وثلات اناث وربتهم احسن تربية وكانت تتمني ان انال شهادة الدكتوراه ناضلت معي ابي لتحدي مصاعب الحياة وصبرت على الفقر والحرمان في اشد الاوقات وحافظت على الاسرة ووادت رسالتها بتفاني وتضحية ووفاء وبصمت العاقلات القانتات .
لم اسمع يوما خصاما بين ابي وامي ولم اشهد غضبا في وجهي امي من تصرفات ابي لانها كانت تحبه لرجولته وشهامته وليس حبا في ماله او جاهه الكل كان يعترف باداب وخلق امي وحنانها ولطفهاوتفانيها في تربية ابنائها ورعاية زوجها والخوف علي مستقبل بيتها التي لم تكن تغادرها الا قليلا عند الضرورة لتعود اليه قبل اذان المغرب انها المناضلة والمراة التي لم تفارق الابتسامة محياها المراة القنوعة المراة المحبة لفعل الخير المراة الصامتة المراة التي حين تتكلم تنطق كلاما يزن ذهب المراة التي عرفت في حي تواركة المشورالسعيد بلقب (امي حليمة المصوابة ) كانت امي مضيافة تحب اكرام الضيف والصدقة علي الفقراء كانت رحيمة بالضعفاء وبالنساء والاطفال كان عيدها هي البسمة والتواضع كانت تعشق الورد الاحمر... اليوم لمن الورد ؟ ياامي حليمة لمن اهديه ؟بعد ان اصبح رمزا للحب في عيد المراة العالمي الذي لم نكن على علم به في طفولتنا ....!!!!!! رحمه الله على امي واسكنها فسيح الجنان ، فنامي يا امي فانت في قلوبنا في عقولنا والعيد لم ندق طعمه في غيابك رغم اننا نباركه كل سنة للزوجة والبنت والاخت ولنساء العاءيلة والوطن ونساء العالم ،..... -محمد الغياط باحث في علوم التربية سلا في 8مارس2022
أوكي..