زمن الحب ام عيد الحب بقلم : محمد الغياط

الأنوال نيوز - بقلم : محمد الغياط
زارني مرسول الحب في منامي وشعرت به من همسه من دقات قلبه واعتقدت انه المرسول الذي تعودت علي زيارته في ايام الهوي والشباب وشدني الحنين والامل المنشود الي الماضي البعيد حين كان ياتيني في صورة ملاك بلباس ابيض من الثلج فاستيقظ لاستقباله وانا في عز النوم ومضحيا بدفئ الفراش وغمضة العين وراحة الضمير فكنت افتح له قلبي وابوح له باسراري وبعواطفي فكان الجو بيننا مليئا بالصفاء والحنين
كانت فطرتي تغلب علي سلوكي وثقتي فيه تزداد يوما بعد يوم اراه بعيدا وكان يرمقني قريبا كنت احلم وحدي كالمراهق ليلا ولما ينجلي الصبح اسيقظ ذلك هو الحلم الجميل اسعد بروايته للحب بعد طلوع االشمس فيصدق روايتي كل يوم ويقول لي ان تحلم وحدك ذلك هو الحلم وان نحلما معا فذلك هو الحلم فاقول له فرحا هذه لحظة تحيق الحلم
لكن مرسول الحب الذي جاءني في منامي والذي شعرت به من همسه ومن دقات قلبه والذي اعتقدته المرسول الذي تعودت علي زيارته لي في ايام الهوي والشباب لم يكن في هذه المرة ذللك الذي كنت انتظر فقد زارني مرسول حب في صورة شيطان من فصيلة ابليس بزي اسود من الظلام لونا ظالم ليس له دين
عرض علي ان افتتح المزاد في الحب فلم استطع ان افتح عيناي ولم استطع ان اقف علي قدماي لان الرؤيا كان يحجبها الظلام علي الرغم من ان المسافة كانت صغيرة فحبي للمبادئ جعلني اتمسك بمواقفي لاكتسب العالم بعد اليقظة فالحب عندي لايباع ولايشتري لانه قابع في قلبي تربي علي الفضيلة وليس علي الرديلة
لم تعلمني الحياة في الحلم او في اليقظة من احب وهذه هي مشكلتي
لم تعلمني التجارب في الحلم او في اليقظة من احب وهذه هي حيرتي
لكن المواقف في الحلم واليقظة ارشدتني الي من يحبني ومن يداريني
حين استقظت من كابوس حلمي في واخر عمري وجدت الشيب يلفني من الراس الي اخمس القدمين فتحسرت ايامي وادركت ان مراسلي الحب يجمعهم شان ويفرقهم شان وفرق بين الملائكة والجن وفرق بين الصبا والكبر وفرق بين الوضوح والسر وفرق بين القناع والوجه وفرق بين الايمان والكفر
من عاش ممثلا وحيدا في حياة الحب بدون مخرج ولاديكور ولا جمهور كان مهرجا في مسلسل النفاق والكذب والطمع فسياتي يوم عليه ويعيش ماساة نهاية الامر فلا يوجد علي الارض اقوي من ذاكرة المظلو م ولا اضعف من ذاكرة الظالم فالعيش في اواخر العمر الدهر فيه يومان يوم امن وايام اخطار والعيش في اواخر العمر عيشان عيش صفو وعيش مر وكدر وشتان بين المعقول واللا معقول
النتيجة والدرس علماني اذا لم اجد حبا نقيا تقيا في اواخر العمر فوحدتي الذ من عشرة تاجر بالحب سواء بالليل او بالنهار وعبادتي لربي تغنيني عن انيس الشر فلست بخاسراولست بالحب متاجرافقيمة الحب تعلو علي كل تاجر وما الصمت الا في الرجال متاجر
لست مهزوما في الحلم ولا في اليقظة فانا المتمكن مازلت اقاوم الغدر بالصبر ولا ارضي بالدل والمهان فكيف اقطع الوصل بيني وبين الحب فلقد عشت دهرا لم اعرفه وعاش دهرا لم يعرفني فخير وسلام علي حلم حب لامودة بيننا حتي يوم القيامة والحشر
محمد الغياط ( خواطر من اخر الزمن ) سلا
أوكي..