احبك (كنبغيك ) المناسبة عيد الحب
الأنوال نيوز بقلم :محمد الغياط
احبك كلمة جميلة وعظيمة، قليلا ما نقولها او نتبادلها بيننا داخل البيت أو خارجه وتكاد كلمة حب من الطابوهات الاجتماعية في التواصل بننا فالقليل منا لايدرك معني كلمة حب وهناك من يقرن الحب بالجنس او بالمحرمات في حين ان كلمة الحب من حيث المصطلح اللغوي استعملت في القرآن عدة مرات وفي عدة سور وبمسارات مختلفة ويستعملها الكتاب والشعراء وبها بديات لعدة علاقات وبنيت بها أسر وتوطدت بها العلاقات بين افراد المجتمع .
وان اللهجة المغربية تعوض هذه الكلمة بمصطلحات شعبية مثلا مخاطبة شخص بفعل (كنبغيك ) الي ان تطور الامر في حالة وجود علاقة حب بين شخصين ذكر وانتي لنعث العامية الوضعية بمصطلح ( البغو) فاذا تحقق الفعل يكون مصدره الحب البريء العاطفة المتبادلة، اما اذا حدثت ممارسة جنسية اقترنالامر بفعل البغاء المحرم شرعا كمصطلح لغوي شعبي...
تطرقت لهذا الموضوع نظرا لما اثارمن من حوار بين شخصين عزيزين احبهما واقدرهما كاصدقاء يمارسون التربية اصدقاء اعرفهم واعرف مرجعياتهم الفكرية وحز في نفسي طريقة الحوار وأسلوب الجدال الذي بدء اختلافا في الرأي والاختلاف لايفسد في الود قضية واخاف ان يصبح خلافا لا قدر الله ...
فباسم يوم الحب الذي يحتفل به العالم أدعوهما للحوار بهدوء وذكاء علمي ومنطقي لتحليل الموضوع وتبادل الاطروحات والحجج العلمية....
نظرا لانهما يتوفران على مايكفي للاحاطة بموضوع الحب والمحبة التي يسكن بعضهما الاخر وفي اعتقادي الشخصي
ان تكتب شركة للحلويات على منتوج البيسكويت( تنبغيك) هذا ليس محرما تربويا ولايمكن اي خطر على سلوكيات أطفالنا .
اولا : لانه خطاب موجه للعموم وليس للاطفال بالخصوص فالمستهلك لهذا النوع غالبا الاطفال المراهقين الكبار الاميين والمتعلمين العرب او العجم ، ثم ان الصور التي تحملها واجهة المنتوج لا تشكل اي منزلق او ايحاء بشيء يخدش الحياء العام ، فالصورة تروج لمنتوج غداء يتداول بين الاطفال المتمدرسين وخاصة في التوقيت المستمر في ساحة المدرسة او في البيوت ففي اعتقادي المسالة عادية جدا وان واضع الصورة والعبارات رغب في تمرير خطاب اشهاري يكسب من خلاله اكبر عدد من المستهلكين ، ويبقي للاباء ان يوجهون اختياراتهم للمنتوج الذي يلايءم توجههم التربوي دون اعطاء هذا الموضوع مكانة اكبر مايستحق ...
فكلما (تانبغيك )اذا تداولها الأب مع زوجته او الزوجة مع زوجها ستكون لها أثر حميد ة في تربية الاطفال علي الحب والمحبة مما يجعلهم يرسخون فعل المحبة بين اوساط الأسرة فنحن في حاجة الي تبادل المحبة بيننا واولادنا أولي بهذا بدل زرع العدوان والعنف بينهم ......
ففي نظري افضل منشور ا يحمل كلمات المحبة وصور التعارف والاقارب والألفة بين الاشخاص عوض المنتجات التي تحرض صورها على العنف والعدوان ومااكثرها في قنوات ومواقع التواصل الاجتماعي والالعاب الإلكترونية،
او ال سوم المتحركة او الملابس....
فانا على يقين ان هذا البسكويت سيتم تداوله بين أطفالنا على شكل هدايا بين الاطفال وبين الآباء واولادهم وبناتهم ومن خلاله سيمر ر خطاب (تنبغيك ) احبك وهذا ليس عيب فالحب انواع وانا لست بصددالدعاية لهذا البسكويت ...
وبالمناسبة ساحكي ماوقع لي في سنة 1959عندما كنت اتابع دراستي بالمدرسة الابتداءية الاميرة للاعاءيشة بتواركة الرباط بقسم الثالث ابتدائي عمري انذاك 8 سنوات حيث لاول مرة ادرس في قسم مختلط ذكورا واناثا ، فاوحي لي شغبي الطفولي البريءبان قلت لصديقتي في القسم : احبك (تانبغيك )فما كان منها الا أن ابلغت عني الأستاذة التي سجلت اسمي واسمها في مذاكرتها اليومية ووبختنا ، وانتهت الحصة ولكن في اليوم المواليفي المدرسة تم استدعاؤنا من طرف الحارس العام للمدرسة انا وصديقتي فعاقنا بالضرب المبرح على ارجلنا ( بالفلقة ) بشكل سادي بدون رحمة
لدرجة اننا لم نقوى علي المشي وقمنا بغطس اقدامنا نا في حنفية الماء بلمدرسة لتخيف الألم ، ولكن الألم الحقيقي الذي اصابني شخصيا واصاب الفناة الطفلة هو الألم النفسي الذي عانيته ذلك اليوم والذي استمر لسنوات لماذا انساه ابدا ،
لماذا لانني خفت ان أبلغ والدي بالموضوع ثم ان الحارس العام تصرف بعنف وعقاب ولم يحاورنا ولم يبلغ الامر لوالدينا لان ظروف تلك الحقبة كان المعلم يتمتع بسلطة وثقة كبيرة ( انت تقتل وانا ندفن ) هذا هو العقد الذي كان في الماضي يربط بعض المعلمين بالاسرة المغربية الا من رحم ربي ، تصوروا معي ان كلمة( تانبغيك )اصبحث بالنسبة لي عقدة وشكلت مقاطعة بيني وبين صديقتي لانني كنت سببا في عقابها تحطمت شخصيتي وشخصيتها و انطوينا على أنفسنا وكررت القسم ولم انجح ومن يومها لم أكرر كلمة( احبك) الا بعد ان بلغت سن البلوغ ،
فلنتصور جميعا الآن مايقع من تبادل لرسائل المحبة بين التلاميذوافراد المجتمع من ذكور واناث بعدةوساءيل وطرق لا تحتاج الي بسكويت ليحرك العواطف والمحبة بينهم لان الوساءيل والطرق والحيل تعددت بتعدد النوايا والاغراض من عبارة (تانبغيك ) احبك والله جميل يحب الجمال ....
احبكم صديق بنسعيد وسعيد واتمني لكم عيد الحب سعيد
أوكي..