إنفتاح الجامعة ...و ما خفي أعظم !
الأنوال نيوز بقلم :العسلي أحمد إعلامي مختصص وباحث في سلك الدكتوراه
منذعشرات السنين لم تكن المؤسسات الجامعية ولا المعاهد أو المدارس العليا التابعة لها بالمغرب محط الاتهام او سك فيه ،و لا هي كانت محطة للنعوت المسيئة لسمعتها وادارتها الجامعية، أما اليوم؛ فهي بأدلة وحقائق على مرأى ومسمع حتى من ليس لهم مقعد في الجامعة محط إذلال و سخرية: جنح و جنايات عديدة : جنس ، رشوة، منح بالزاوية خاصة خارج المغرب...الخ
حسم و فصل في بعضها القضاء ؛ لكن ما خفي ربما هو أعظم لزوما على القضاء ان يفصل فيها بل و يجذرها.
فجيل السبعينات أو الثمانينات؛ ودون تهويل، أو كيل الإتهامات تلو الاخرى، لم يكن يسمع بفضائح مدوية كهاته ،والتي هزت أركان جامعات مغربية عدة، حطت من القيمة الأخلاقية للجامعة، وفضحت سلوك استاذ ما أو قاضت أستاذا جامعيا ،الا مع التطوروالدورالهائل الذي أصبحت تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي و الرقمنة والإبتكارات المعلوماتية المتقدمة التي دخل منظومتها العالمية المغرب ككل ؛ و الجامعة على الخصوص.
فالحكومة المنفتحة إن هي انفتحت و تريد ذلك ؛ فاول وأهم القطاعات التي وجب ويجب الانفتاح عليها ؛هي قاطرة أي بلد كان ؛ هو مجال التعليم العالي والبحث العلمي والإبتكار- الجامعات . كذلك إن هي ابتكرت أو تريد الإبتكار ،فانه يجب أن تشجع على الابتكار في كل المجالات المصيرية لمستقبل الأجيال الجامعية: الحالية و المستقبلية .
فابتكار الحكومة المنفتحة يجب أن ينصب على مراقبة مجال عانى فيه ولا زال؛ جيلين او ثلاثة من الطالبات والطلاب على مدى ثلاثة عقود ؛ تبعا لعدد من التسريبات و الأخبار السيئة ، على مواقع التواصل الاجتماعي عن مسار الجامعة المغربية الفادح واللااخلاقي؛ و ظاهرا ت جد خطيرة يجب الوقوف عندها وتجذيرها ، بل ولعقود ثلاثة خلت، كان الحديث عن سلوكات وتصرفات لا أخلاقية داخل الجامعات جد خافتة أو مسكوت عنها و يندى لها الجبين، لدرجة محضورة - المسكوت عنه ، المحضور، الممنوع -
، الشبح- لعدم الخوض و البحث والتقصي والتدقيق فيه للاة وهو ظاهرة الجنس الجامعي ، لكن الآن ، ومع التقدم التيكنولوجي المدهل ، ووسائل التواصل الاجتماعي الذي عرى على مستور الجامعة المغربية سيساهم لا محالة في تراكم الإرث الثقافي والفني بالإيجاب، و تقديم أجوبة سيكون لها ماعليها على المدى المتوسط أو
وهل من تقويم ديمقراطي للتعليم العالي كي يرتقي لمراتب متقدمة وجودة تعليم عالي و ابتكار فعلي ؟
سوء التسيير والتدبير المالي لميزانيات رئاسات الجامعات وعماداتها ومعاهدها ومدارسها التابعة لها ؛ فوضى anarchie الإدارة الجامعية أو المباراة أو زبونة و رشوة التنقيط أو القبول في الماستر أو في الامتحانات البينية و النهائية ؛ أو فوضى في اتخاذ قرارات حكيمة ومبسطة لمواعيد الامتحانات وطرق تصحيحها التي لا تخضع لأية رقابة أو مراقبة ؛ أضف إلى هذا وذاك فضائح جنسية ،رشاوي ،زبونية ومحسوبية لم تنحصر فقط في جامعة أو عمادة واحدة؛ بل إلى كل المدن الجامعية : فاس، سلا ، الرباط ، وجدة و الجديدة و القائمة تطول: الامر يتعلق و بدون استثناء بجميع الجامعة المغربية، و نحن لسنا ضد رؤساء الجامعات الجامعات أو العمادات، بقدر ما نغار على مؤسسات يجب تقديرها واعطاها مكانتها العالية؛ و قيمتها الثقافية والمعرفة ؛ وقدرها واحترامها للرقي باخلاق جامعية، لاهميتها وقيمتها في الدفع بالبحث العلمي و تقدم الثقافة والعلم والمعرفة ، بل وترسيخ الوعي الفردي والجماعي والمساهمة في تنمية وتثقيف الإنسان المغربي وبناءه لبناء وتقدم البلد ومواكبة نموذجه التنموي .
بالأمس القريب؛ كانت فضيحة بجامعة سيدي محمد بن عبد الله ، ومباشرة بعدها تسلسلت الفضائح والرشاوي المدوية التي زلزلت اركان الجامعات بشكل فضيع ويندى له الجبين مع تسلسل مشاكل الجامعة الخفية بأحاديث و لا حرج.
هكذا تتكرر محن الطلبة وخاصة الطالبات الحسنوات الفاتنات ؛ مع "لبيدو الاستاذية " أو هدر مال الشعب وحقه في تعليم عالي بين يدي "طمع وجشع العمودية - العمادات- في مالية عمومية - رئاسات الجامعات - ترصد لها مئات الملاير من جيوب دافعي الضرائب "، وتبقى حكامة وحسن التسيير والتدبير المالية في مهب الريح ، معلقة بين السماء والأرض حتى تصبح ثقلا على كاهل خزينة الدولة وهدرا للمال العام؛ وهنا لابد من المحاسبة الدستورية والقانونية كوسيلة فضلى وعاجلة للضرب على من سولت له نفسه التطاول عليه، أو نهبه او عدم القيام بواجبه المهني والوطني بصدق و انضباط وامتثال أخلاقي .
فهل ستبتكر الحكومة المنفتحة مع التقدم التيكنولوجي في قطاع- التعليم العالي- هو مستقبل ومرتكز كل انتاجات المملكة التي تحضر لنموذج تنموي؟
هل سيستطيع المسؤولون عن القطاع لإنقاذ ماء وجه الجامعة التي غرقت في العبث و اللااخلاق ؟
ان لم تتخذ الإجراءات الحازمة والحاسمة حتى لا تتكر هاته السيناريوهات الجامعية المشينة فإن المتضرر الكبير والخاسر الأكبر هو الثقافة والاصول الثقافية المغربية . فمستوى الوعي المغربي وثقافه و سياسات الثقافية-الحضارية المتنوعة والزاخرة بعطاءات فكر ومفكري المغرب من جامعاته ماضيا ؛ مستقبلا وعلى المدي البعيد وعبر التاريخ ؛ عدا ذلك فلن يجني المغرب سوى الانحطاط وهيمة التفكير الغيبي وسواد العقلية الخرافية و اللاخلاقية كما سلف في حقبة من تاريخ العالم العربي بفساد المجتمع العربي برمته كما يقول ابن خلدون :
" إعلم أن انتشار الفساد يؤدي بعامة الشعب الى مهاوي الفقر والعجز عن تأمين أبسط مقتضيات العيش، وهو ما يأدي إلى اندحار الدولة ".
أوكي..