هذا النداء - فاطمة ولاد سعيد-
الأنوال نيوز
-هذا النداء -
أنت با صاحبي ...وأنت يا صاحبتي...
دع ودعي عنكما ..هذه الأبواق ( كلها يلغي بلغاه ) ....دعكما من كل هذا ....
تأبطا الصبر.
واتبعاني ..
وتسألان ...إلى أين ..؟؟؟..
لنفرض إلى الجحيم ...أوليس الجحيم خير من عالم ...يصابحنا بسراب من الوعود الواهية ...ويماسينا بهتافات جوفاء ..لا معنى لها سوى النفاق وغسل العقول ..؟؟
ويعاشينا بحفنة ماء ... يتسرب من بين أصابعهم . عند الوصول ..؟؟
تأبطا صبركما واتبعاني ..
قد أسلك بكما طريقا وعرا ...وقد أريكما منفذا لغد فسيح
إن الليل الذي غمر بلدنا كل هذه السنين ....كان ليلا أشد سوادا من خافيتي غراب أسحم ....بسط جناحيه فوق أطراف البلد ...وطبق على أجفانها ..بمخالب نسرية .. وضيق أنفاسها ...فاستغرقت في سبات عميق ...
رقدت وأمواج الحياة تتقلب حولها أشكالا وألوانا ..
رقدت وعقارب ساعة الحياة تتابع لحنها الأزلي .. تك ..تك ..تك ..تدفن ثواني العمر ..ثانية تلو الأخرى ...
ونحن أبناء هذا الوطن ...لا نزال نقف مرتعشين أمام هذا الظلام ...ونتساءل من ركننا ...إن كان بعد هذا الظلام ...نور ..
فمنذ أن تربع هؤلاء على الكراسي ...واستولوا على ناصية الحكم ..حتى أفلتوا من أيديهم ناصية الإنسانية والعدل ...ونسوا القسم والوعد ...ونحن منغمسون في بئر الجبن والخبل ...لا نميز بين صحيح الألقاب ..وفاسدها ...
يسرقون خبزنا ....ويرمون لنا الفتات ..ثم يأمروننا بطاعتهم ..وشكرهم على كرمهم ..
ويعودون اليوم ... بكل وقاحة ..يطلبون المزيد من الإمثتال والخنوع ...
وأنى لإنسان بسيط ...أن يميز بين ...ما هو صدق وما ليس صدقا ...!!!!!
المهم ....أن نعرف من نحن ...؟؟ ماذا نريد..؟؟ كيف ومتى ..؟؟ ......وقد آن الأوان.....إنها اللحظة الحاسمة ..
علينا أن نعلم أن أبناء الفساد ...والمولعين بالسلطة ... لا يهابون المخاطرة ...ولا هم ممن يفضلون الشرف على الرذيلة
فكلما تراكمت المغريات في سبيلهم ...ازداد جشعهم ..
وازدادت عزائمهم مضاءا ...
وكلما عز الحصول على مبتغاهم ...هانت لديهم الأرواح ..
ورخصت عندهم الذمم ..
يهجمون على البحار ...يلجمون أمواجها ..ويمتطونها ..
على شواطئها يمرحون ويرتعون ...
يرمون بمن تفوه من البسطاء ..الى القاع ..لتطمس آثاره ..وهم بمراكبهم يطوفون كل البحار ... ويعودون سالمين معافين ... بعد ما أغرقوا كل من حاول ثقب مراكبهم
وتسألاني ...لم هذه الخطبة ..؟؟
فهل اعتراكما الملل .. إذن ..تأبطا صبركما واتبعاني ..
إننا هذه الأيام في مسلك وعر ...فإما أن نعبره ظافرين ...أو نظل في ظلامنا قابعين ...
ثم تسألاني إن كنت أتهكم ...أو أعي ما أقول ؟؟..
لا ..وألف لا ..لا ..وبتربة بلدي أقسم ...أفديها بحياتي ..ففضلها علي كبير ..
قد نطالع برامج هؤلاء البحارة القباطين ...فيثمل بها أحدنا ...ويترنح بها الثاني ..والثالث لا يحفل بها .. أما الرابع فيكذبها ...ونجد الخامس يستهزئ بها ...وهكذا ...
فلماذا هذا التفاوت في القراءة ...؟؟؟؟؟
لأنهم لم يقرأوا إلا ما في انفسهم ...وما بين السطور ...أعمق وأوسع ....لا يفهمه إلا ذووا بعد النظر ..
أما قالو ...أنهم يجعلون لمذهبهم رمزا ...ألا يعلمون أن الرمز ...لا قيمة له في ذاته ...وإنما يستمد ويكتسب قيمته مما يرمز إليه ....
لذا ....فرمزهم ..برامجهم ...خططهم ..لا قيمة لها ...
اعتمدوها فقط ..ليدغدغوا بها ..عواطف ومشاعر المواطن البسيط ...المنحذب نحو كل شعاع ...يضيئ ظلمة حياته....
اعتمدوها ...لا غيرة على الغاية الكبرى التى استعملت من أجلها ....بل لغاية في أنفسهم ....
إن حاجتنا ...ليست للرموز ..والبرامج الوهمية ..ولا للهتافات والشعارات ...ولا للجولان بالدروب والأزقة ..وطرق الأبواب ...
نحن نجتاج ...إلى من يحسنون استعمال وتوظيف كل ذاك ...
تأبطا صبركما واتبعاني .....
إننا في مرحلة انتقال استثنائية ....نحتاج إلى نظفاء.. فقد مللنا الاستنساخ ...ووراثة المناصب ...
نجتاج لمن يلتزمون بهذه المقاييس ..ويوفون بوعدهم ..ويصدقون قسمهم ...
نحتاج لمن يسيرون وتسير معهم البلد على الصراط القويم ...لا إلى فاسدين طامعين . يرمون بالبلد للهاوية ...تفعيلا للمقولة ( نفسي ..نفسي ..ومن بعدي الطوفان )...
فإذا نحن ..لم نستفق من سباتنا ...ونقف وقفة رجل واحد ...قوي صامد ..لنحد من هذه المهازل ..والفساد ..ونجعل من هذه المحطة الراهنة ...محطة حاسمة ..
سيأتي يوم ...يضحك فيه أحفادنا وأحفاد أحفادنا منا ...ويسخرون من سياسة القمع والفساد هذه ...
لكنهم لن يسخروا ..إذا نحن تشبثنا بقضيتنا ....قضية البلد ...قضية التغيير ..تغيير من قلب المجتمع ..وليس ممن يدعون أنهم ينتمون إليه ....
أفهمتما لماذا أردت منكما أن تتبعاني ...؟؟؟
لكما المشعل ...إما أن تحملاه بمسؤولية ...وإما أن تطفااه
فاطمة ولاد سعيد
أوكي..