بعد 122 يوما .. الصحافي سليمان الريسوني قرر إنهاء الإضراب عن الطعام

الأنوال نيوز-متابعة
نشر محمد المسعودي، عضو هيئة دفاع الصحافي سليمان الريسوني، حوار مع هذا الأخير، خلال زيارته له، اليوم الاثنين 09 غشت الجاري، بالسجن المحلي عين السبع 1 “عكاشة”.
وفي الحوار الذي نشره المسعودي على صفحته الاجتماعية بالفيسبوك، يوضح الريسوني خلفيات توقيفه للإضراب عن الطعام، كيفية تعامل الهيئة الطبية التابعة للمندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، أو التابعة لمستشفى إبن رشد، وأهم الخلاصات التي خرج بها من تجربة الإضراب عن الطعام.
وفيمايالي نص الحوار كما نشره المحامي المسعودي
كيف جاء قرار توقيفك الاضراب عن الطعام؟
استجابة لنداء عائلتي ودفاعي ومئات الشخصيات والهيئات الوطنية والدولية التي ناشدتني لإيقاف الاضراب عن الطعام، فقد علقت هذا الاضراب الذي امتد 122 يوما يوم السبت 2021/08/07، وكذلك عقب لقائي مع مدير السجن يوم الثلاثاء 2021/08/03 والذي جاء بعد زيارة وفد CNDH (المجلس الوطني لحقوق الانسان) والذي كان ضمنه البروفيسور رشيد بوطيب الذي وقف على وضعي الصحي المتدهور، حيث اتفقت مع مدير السجن على نقلي إلى مستشفى ابن رشد صباح الأربعاء وظللت أنتظر تنفيذ هذا الاتفاق وأنا مستمر في اضرابي عن الطعام وفي وضع صحي صعب بفعل الارتفاع المهول للحمى الى غاية صباح يوم السبت 2021/08/07 حيث تم نقلي إلى مستشفى ابن رشد الذي قضيت فيه يوما كاملا تحت الرعاية الطبية وبمصاحبة طبيب السجن، الدكتور السامي والطبيب المركزي بمندوبية السجون والدكتور توفيق أبطال ومدير السجن الذين قضوا معي اليوم كله بالمستشفى.
كيف كان استقبال الهيئة الطبية لقرار توقيفك للإضراب عن الطعام؟
أولا: عندما كان الدكتور السالمي الطبيب الرئيسي لسجن عكاشة يوضح لي بتفصيل خطورة وضعي الصحي بعد 122 يوما من الاضراب عن الطعام وملحاحية إيقافي لهذا الاضراب الذي وصفه بالمدمر لصحتي سألته كيف تقول هذا ومسؤولوك يشككون في مصداقية إضرابي عن الطعام؟ فأجابني أنا ما يهمني أنني أعاين يوميا خطورة وضعك الصحي الذي يتدهور أمامي يوما عن يوم وأنقل ذلك في تقارير إلى ن. ع، والى مندوبية السجون، أما من يقول كلام آخر، لاعتبارات أخرى، فأنا لا أعير كلامه أي اهتمام. وضعك الصحي خطير وليس أمامك وأمامنا إلا إيقاف الاضراب عن الطعام أو الموت.
ثانيا: لقد خضعت لفحوصات طبية عديدة وهناك توصيات طبية بمتابعة العلاج لدى أخصائي القلب والشرايين لمراقبة ارتفاع ضغط الدم، وكذا متابعة العلاج لدى أخصائي الاعصاب لتحديد المشكل الذي لازلت أعاني منه على مستوى رجلي اليمنى والذي يعيق حركتي، وقد حددت لي مواعيد طبية للعودة الى مستشفى ابن رشد.
ما هو تقييمك لهاته الفترة الطويلة جدا من الاضراب عن الطعام وأهم الخلاصات التي
خرجت بها منها؟
عندما خضنا، عمر الراضي والمعطي منجب ومعتقلي حراك الريف، إضرابا إنذاريا مدة 48 ساعة، بمناسبة 10 دجنبر 2020، تشكلت لدي قناعة بأنني لا أملك القوة لخوض إضراب
يتجاوز أسبوعا عن الطعام، وقد أسررت بهذا الأمر سابقا لصديقي عمر الراضي، لكن بعد قراري خوض الاضراب المفتوح عن الطعام وجدتني أتقدم في هذا الشكل الاحتجاجي مدفوعا بقوة استمديتها من الإحساس الكبير بالظلم. أنا لم أكن أنوي لي ذراع أي جهة ولا ابتزازي أي طرف للإفراج عني، ولكني كنت أعبر بشكل عفوي عن حجم الظلم والتعسف الذي تعرضت له ولم أكن أملك سوى جسدي وروحي للتعبير عن مدى حجم هذا الضرر الذي طالني وعائلتي وجريدتي وقيد حريتي في التعبير، ولم أكن أنشد ولا زلت سوى توفير شروط المحاكمة العادلة التي ستقودني حتما إلى البراءة.
إذا كان صمودي خلال معركة الأمعاء الفارغة قد فاجأ الكثيرين فإن حجم ونوع التضامن الذي حفني به ألاف الأشخاص والمنظمات كان مفاجئا كذلك بالنسبة لي، ولا أملك غير الشكر والامتنان والتحية لرد جزء من هذا التضامن.
أوكي..