العدالة والتنمية : عدالة اللاعودة
الأنوال نيوز بقلم : أحمد العسالي
بعد كلِّ هذه السنوات التي طالت : عقد من زمن المغرب لا بد من عودة أطوار وأصل الحركات الاحتجاجية، او ربما عودتها فعليا و التي أُطلق عليها «الربيع العربي» بعد ان ركبها حزب العدالة والتنمية التي كانت قد بدأت في أواخر عام 2011 بـ«ثورة الربيع العربي» وحركة 20 فبراير احتجاجاً على الأوضاع الاقتصادية والسياسية التي كانت سائدة في المغرب ، حيث كان الفساد مستبطنا و مستشرياً استغله الحزب الحاكم آنذاك ؛ وكما هو الان و الأوضاع الاقتصادية كانت متردّية ولا زالت، بل وازدادت ، والحالة السياسية والأمنية في غاية السوء - التشرميل-، وعلى غرار ما هو عليه واقع الحال في العديد من الدول العربية، وبخاصة التي كانت ولا تزال تطلق على نفسها صفة «الريادية والديمقراطية »!
ف «الربيع العربي» الذي كان بمثابة عواصف هائلة مدمرة قد أطاح بخمسة أنظمة ؛ وكما هو معروف ، فقد سادت مظاهرات وتجمعات هتاف وشجب وصرخات ، في تلك الفترة في العديد من الدول العربية هو: «الشعب يريد إسقاط النظام»، والمعروف أنّ احتجاجات «الربيع العربي» هذه مرّت بالعديد من الدول العربية وأثّرت عليها دون أنْ تسقطها، من بينها المملكة المغربية التي ما لبثت أنْ شبعت بمفاهيم السلب سقوطاً، وكانت النهاية هي هذه الأوضاع المأساوية، التي لا تسرُّ الصديق ولا تغيظ الأعداء؛ وبالطبع، فإنّ هذا «الربيع العربي» اسقط أنظمة عربية مثيرة وزعزع اخرى وزار سوريا زيارة عاصفة اتى على أخضرها ويابسها، ودمر لبنان لاحقا ولازالت اثاره علىه و على الأقطار العربية بل والافريقية وحتى الأوروبية ايضا ؛ وبالإضافة إلى ما تمّت الإشارة إليه، فإنّ المقصود في هذا كله ؛هو أنّ هذا «الربيع العربي» لم يكنْ عربياً، وأنه قد بدأ «إخوانياً» وأنّ «الإخوان المسلمين» العدالة والتنمية كانوا قد سيطروا باسم هذا الربيع البائس على مغرب الإنتقال الديمقراطي وبؤس المغــاربة وطمعهم في ننقذهم من الفقر والاستغلال والفساد والبطالة والظلم المجالي، فهل سيستطيعون ركوب العاصفة الهوجاء لكورونا؟
اثارها الوخيمة ؟
رماد حريقها الذي لم يدع غني او فقير؟؟
وحيث أصبح زعيمهم ينتشي بنجاحه في مهامهم الرئاسية والقضاء على الفقر ومحاربة كرونـا ، وتشغيل الشباب ،
ووو لكن كان من الممكن أنْ يبقى حزب العدالة والتنمية أوفي وأذكى على الأقل في عهدته الثانية؛ و حتى الآن لو لم يثُر الشعب المغربي ويظهر غضبه على كل الدبشخيين على مواقع التواصل الاجتماعي وتنتهي الأمور إلى ما هو عليه واقع الحال ولا تحمد عقباه عليهم جميعا لتمادوا أكثر.
لقد كان اول انتقال ديمقراطي لم يكتب له الانتقال ابدا انتقال وصف هذه المرحلة الإخوانية العدالة والتنمية بأنها الأسوأ في تاريخ هذه البلاد منذ استقلالها في عام 1956، وهي المرحلة التي قالت عنها وكررت قولها - ماشي بيدينا -.
و ما تجدر الإشارة إليه هو أنّ «العدالة والتنمية » بالمغـرب الذي بقي بعد العاصفة الربيعية في شخص بنكيران واخوانه بمثابة " اطفال مُدلّلون " على مدى خمس سنواتٍ طويلة، و لفترة قريبة، و ما لبثوا هم أيضاً أنْ شربوا ويشربون «حليب السباع»، بعد أنْ سيطروا على الأوضاع في المغــرب ، وحاولوا أنْ ينتقلوا من حزب الدولة إلى دولة الحزب، ما لم يتمكنوا منه ، ولن يصله اي حزب مهما كان ، فكان أنْ تمَّ التصدّي لهم بكل قوة وإلى حدِّ انه قد تم وصفهم بأنهم تنظيمٌ ( إرهابي فكريا ) و إنّ «الإخوان المسلمين» العدالة والتنمية بالمغـرب ؛ وهم لا يريدون هذا التوصيف لتنظيمهم بصورة عامة ؛ و ما عادوا يعملون لحساب تنظيمهم بل لشخصهمً ولحساباتهم و بنوع من الانانية والهلع والتسابق للإغتناء على حساب الشعب ، وآثار ما قدم لهم و«الربيع العربي» واستغلّوه حتى النهاية ، وقد تخلّوا عنه: الشعب المغربي بل سموا قوانين ضده حتى ، وأصبحوا باستثناء ذئاب المال والأعمال ،وتماسبح تكديس وايضا خفافيش تشتم روائح ثروات العقارات الضخمة في الظلام «دبشخيين » يعملون بأسماء مختلفة ومتعددة، وأنهم انتهوا إلى أنْ يكون «مرشدهم» هو النفاق والاسترزاق وأنّ حليفهم و «الآمر الناهي» هو البكاء و ايهام المواطن، وإنّ مشكلة هؤلاء هو أنهم لمْ يدركـوا أنّ حركة التاريخ قد غيّرت أشياء كثيرة ومفاهيم حركة القيادات الناجحة وأنّ أحزاب وحركات القرن العشرين لم تعدْ تصلح للقرن الحادي والعشرين ؛ خاصة ما بعد كرونـا؛ وإنّ تمسّكهم باسمهم «العدالة والتنمية » يشبه تمسّكِ : "الكسلان بجدع شجرة استطــاع نهشه منها فهد مفترس" متسلطون دون اعتيــاد ؛ حزاب هيمنة ومراوغــاة ، نفــِاق وتنــابز سياسي انتهى نهاية مأســاوية .الماساة ستكون عند محاسبتهم قضائيا لسوء تسيير وتدبير الشان والمال العامين .
إن هناك محاولات داخل حزب العدالة والتنمبة لإنعاشه مثلما جرى في فترة سابقة، لكن أغلب الظــن أنّ هذه المحاولات لن تكون ناجحة، ما دامت الأوضاع في هذه المنطقة هي هذه الأوضاع الحالية، احباط ، حبور ، تدمر فقر ، مدقع سوء احوال العامة والخاصة نفوق خزينة الدولة، الافلاس الرشوة و الفســاد في التعليم والصحة وانقباض ذات اليد مع الجـائحة المدمرة ..الخ .
لقد كان من الأفضل لهــؤلاء،من التماسيح «العدالة والتنمية » الذين تخلوا عن اسمهم واسم حزبهم بمفاهيم تصبو وتطمح اليها الانسانية جمعاء الا وهي العدل والتنمية المستــدامة هذا واستبدلوا به حسب اطماعهم أهوائهم واستبدلوهـا باهواء أخرى لا علاقة بينها ولا يجمعها معها جامعٌ مما يعني أن التحاقه - هم - بالشيطان - كان ولتــزال قفزة سياسية وتنظيمية قاتلة وحقيـقية، فأصبحوا كل يُغنّي على ليلاه وله ألفُ ثأرٍ مع المغاربة الذين صوتوا لهم بل وأصبحوا في تملق للدولة للمواطن مستنكرين كحزب خالد في السلطة ... كان من الأفضل لهم أنْ يتحولوا فعلياً إلى تنظيمات وطنية تتخذ الاتجاه الصحيح وتعمل لمصلحة الشعب .
وعليه، وفي النهاية، فإنه على ما بقي من «الإخوان المسلمين» ألا يبقوا يناطحون مستجدات حركة التاريخ؛ إذْ أنهم أمام لحظة تاريخية استغلّوها أسوأ استغلال، وبخاصة أن دولة الخلافة العثمانية قد انتهت وأنّ عليهم أنْ ينبذوا تجربتهم السيئة هذه التي مضت بشرها، وأنْ يدركوا أنّ تنظيماً كونياً لم يعد يلائم هذه المرحلة التاريخية التي قد بدأت مع بدايات القرن الواحد والعشرين، وأنّ هذا القرن «يستدعي» تنظيمات وأحزاباً وطنية قادرة على حلِّ إشكالات هذه المرحلة الجديدة التي تختلف اختلافاً جذرياً عن مرحلة سابقة تختلف متطلباتها عن متطلبات هذه المرحلة. مرحلة ما بعد كرونـا الأكثر دكاءا. مرحلة البحث عن هجران المرة الارضيّة الى عوالم اخرى وبذكاء ق. 21.
أوكي..