رسالة مفتوحة إلى سعيدأمزازي : FNE ضد التطبيع التربوي المغربي مع الكيان الصهيوني العنصري
.png)
الانوال نيوز
الرباط :رسالة مفتوحة إلى سعيدأمزازي : FNE ضد التطبيع التربوي المغربي مع الكيان الصهيوني العنصري 20 فبراير 2021
عدد: FNE/2021/00051
رسالة مفتوحة
إلى السيد أمزازي سعيد
وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي
الناطق الرسمي باسم الحكومة
الرباط
الموضوع: FNE ضد التطبيع التربوي المغربي مع الكيان الصهيوني العنصري
تحية وسلاما وبعد،
كشفتَ، السيد الوزير، خلال مباحثاتك الهاتفية مع أحد وزراء الكيان الصهيوني الاستعماري العنصري عن تفاصيل الشراكة التي تعمل وزارة التربية الوطنية على إقامتها مع الكيان الصهيوني مغتصب فلسطين، مما سيُحوِّل منظومتنا التربوية والتعليمية وبلادنا إلى مرتع لتطبيع عقول بنات وأبناء شعبنا، من تلاميذ وطلبة ومتدربين ومدرسين من الأولي إلى العالي...، مع الصهيونية عبر اعتماد أخطر أشكال التطبيع، وهو التطبيع التربوي.
فبعد أن قررتَ إدراج ما سمي "تراث اليهود" في المنهاج الدراسي المغربي انطلاقا من الموسم الدراسي المقبل، مباشرة بعد قرار فتح العلاقات مع الكيان الصهيوني، أشَرْتَ إلى أن الخطوط العريضة للبرامج المشتركة في مجال التربية والتعليم تتضمن توأمة مدارس ثانوية وإجراء مسابقات تعليمية بالعربية والعبرية وإقامة عروض موسيقية وفنية في عيد "الميمونا" وتبادل الوفود الطلابية وتنظيم جولات دراسية في فلسطين المحتلة والمغرب لتعميق العلاقات الدبلوماسية...
السيد الوزير، إننا في الجامعة الوطنية للتعليم FNE - التوجه الديمقراطي إلى جانب الهيئات المغربية المناهضة للتطبيع والمدعِّمة لنضال الشعب الفلسطيني، نرفض رفضا مطلقا أي شكل من أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني الاستعماري العنصري انطلاقا من أن:
1)القضية الفلسطينية بالنسبة للشعب المغربي هي قضية وطنية؛
2)الكيان الصهيوني هو كيان استعماري استيطاني عنصري برعاية إمبريالية...؛
3)توظيف قيم التسامح لتمرير مشاريع مناقِضة لها من إخفاء الطابع العنصري للصهيونية وسياسة الأبارتايد التي تمارسها، وتبرير جرائمها ضد الفلسطينيين، والتنازل عن كرامة الشعب الفلسطيني وعن حقوقه الإنسانية؛
4)التطبيع هو تسليم للكيان الصهيوني بأن له الحق في الأرض المحتلة بفلسطين، وبأن له الحق في بناء المستوطنات والحق في تهجير الفلسطينيين والحق في أَسْرِهم وفي قَتلهم وفي تدمير القرى والمدارس والمدن المغتصبة، وهكذا يكون التطبيع هو الاستسلام والرضا بالاحتلال والتنازل عن الكرامة وعن الحقوق الإنسانية...؛
5)التطبيع هو شرعنة لجرائم الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني ومنها الاحتلال والاستيطان وبناء الجدار العازل وكلها تعد جرائم ضد الإنسانية في القانون الدولي لحقوق الإنسان؛
6)عبر التطبيع يعمل العدو الصهيوني، برعاية أمريكية، على تصفية القضية الفلسطينية واختراق بنية القرار السياسي للبلدان المُطبِّعة، وإخضاع شعوبها للدعاية الصهيونية؛
7)التطبيع جريمة، ولا يخدم قضية الشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولته وعاصمتها القدس، بل يُشجع استمرار الاحتلال والتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني؛
8)وجب أن نكون ونبقى كنساء ورجال التعليم وتلاميذ وطلبة ومتدربين...، في مختلف المؤسسات التعليمية وخارجها في المغرب، في مواجهة كل أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني؛
9)الكيان الصهيوني في فلسطين قد شُيِّد على الإرهاب والعنف والإجرام، وهو مدين بوجوده إلى منظمات إرهابية قاتلة مثل: الهاجاناه، والأتسل، وليحي، وشتيرن، وهاشومير... ومنها تَكوَّن جيش الكيان الصهيوني فيما بعد، وفي هذا الصدد نتذكر الإبادات الجماعية البشرية والثقافية والتراثية.. ومجزرة دير ياسين واغتيال وسيط الأمم المتحدة الكونت برنادوت العام 1948، ومذابح قبية واللد والرملة، وصبرا وشاتيلا في بيروت العام 1984، ومجزرتي قانا في جنوب لبنان ومجزرة الحرم الإبراهيمي في الخليل، وانتهاء بحوادث القتل والاغتيال والهدم وتجريف الأراضي، والحفريات تحت المسجد الأقصى بقصد هدمه وبناء هيكل سليمان المزعوم، وقصف غزة بالفوسفور الأيض المحرم دوليًا... هذه الجرائم كلها إنما تشكل شواهد يومية شاخصة ودامغة أمام الملأ، وهي مصداق لمقولة يجال ألون: "إن لكل دولة جيشًا يحميها، ولكن إسرائيل عبارة عن جيش له دولة"؛
10)الإرهاب الصهيوني يتجلى تجاه شعوب الشرق الأوسط عمومًا والفلسطينيين خصوصًا في الممارسات الآتية:
1-القوانين العنصرية للكيان الصهيوني؛
2-اعتماد مصطلح «الإرهاب الوقائي» كذريعة سياسية؛
3-الإمكانات التكنولوجية المسخَّرة لخِدمة الأجهزة الأمنية والعسكرية للكيان الصهيوني، مما جعل حكومة الكيان الصهيوني تمارس سياسة التصفية والاغتيالات وزرع الفتن كهدف استراتيجي في الفكر العسكري والأمني للكيان الصهيوني؛
4-استمرار الاحتلال من طرف الكيان الصهيوني...؛
11)التطبيع مبرمج بطريقة مؤثرة تخلق قيما تربوية وأخلاقية جديدة متناسبة مع المرحلة وتشكل أساس المستقبل؛
السيد وزير التربية الوطنية، إن المشاريع المشتركة التي تتحدثُ عن إقامتها مع الكيان الإجرامي الاستعماري الصهيوني تُشكل نكسة، ومحاولة عن سبق إصرار وترصد لتبييض الوجه البشع للصهيونية والعنصرية والأبارتايد وتحريف التاريخ وتزييف وعي بنات وأبناء شعبنا بأوهام ترسيخ قيم مسامَحَة الصهيونية على جرائمها تجاه الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ومقاومته الصامدة من أجل تحرير فلسطين وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
وانسجاما مع مبادئ الجامعة ومواقفها الثابتة من القضية الفلسطينية واستحضارا لجرائم الكيان الصهيوني المتواصلة إلى الآن، فإن المكتب الوطني للجامعة الوطنية للتعليم FNE التوجه الديمقراطي:
1.يَستنكر مشاريعكم المشتركة في قطاع التربية والتعليم بالمغرب وخارجه باسم الدولة والحكومة المغربية مع الكيان الصهيوني؛
2.يَرفض تجنيد نساء ورجال التعليم واستخدامِهم بأي شكل من الأشكال لتمرير مشاريعكم التطبيعية مع الكيان الصهيوني الاستعماري العنصري؛
3.يَرفض تزييف وعي أطفالنا وتحريف التاريخ الحقيقي للصِّراع ضد الصهيونية باعتبارها شكل من أشكال العنصرية وأن الكيان الصهيوني هو كيان استعماري استيطاني في خدمة الإمبريالية؛
4.يُطالب بجعل حد لأي تطبيع تربوي وثقافي مع هذا الكيان الغاصب، ويُشدد على مقاطعة المؤسسات الأكاديمية للكيان الصهيوني على كافة المستويات، لتواطئها في إدامة الاحتلال وأشكال الاضطهاد الصهيونية الأخرى ضد الشعب الفلسطيني، ويَدعو إلى فضح المشروع الصهيوني وتعريته ونقده في عمقه الإيديولوجي النظري؛
5.يَدعو لمواجهة ومناهضة التطبيع والمطبعين وتحصين الأطر التربوية من محاولات الاختراق التي تقوم بها الدعاية الصهيونية، وبتعميم ثقافة مناهَضة التطبيع في أوساط التلاميذ والطلبة والمتدربين.. وتجسيد مبادئ التضامن مع الشعب الفلسطيني والتعريف بقضاياه؛
6.يَرفض إعادة تكييف مناهج التعليم للتساوق مع الإيديولوجية الصهيونية؛
7.يَعتبر، في هذا الصدد، أن ما يجب التأكيد عليه في مناهج التعليم بالمغرب هو إدماج التعريف بخطر الصهيونية على البشرية عامة، وليس على الشعب الفلسطيني وحده، والتعريف بالمقابل بنضالات الشعب الفلسطيني ضد الصهيونية وبأوضاع أطفال فلسطين وبواجب التضامن الإنساني معهم، وتنقيح المقررات من كل أشكال العنصرية وإشاعة ثقافة حقوقية كونية.
وقبل الختم، نحملكم المسؤولية الكاملة ومعكم الدولة والحكومة المغربية فيما يقع، ونؤكد، أننا كجامعة، لن نتوانى في الدفاع عن القضية الفلسطينية والنضال المتواصل ضد التطبيع بكل تلاوينه مع الكيان الصهيوني الاستعماري العنصري وفضح المطبعين ومواجهة المشاريع التطبيعية ضد إرادة الشعب المغربي ومواقفه الثابتة في نصرة الشعب الفلسطيني حتى النصر وتحرير فلسطين.
وتقبلوا أصدق مشاعرنا، والسلام.
عن المكتب الوطني للجامعة الوطنية للتعليم FNE
الكاتب العام الوطني: الإدريسي عبد الرزاق
أوكي..