كلية الصيدلة بجامعة محمد السادس لعلوم الصحة .إطلاق دبلوم جامعي في الصيدلة السريرية الأنكلوجية
الأنوال نيوز
شهدت كلية الصيدلة بجامعة محمد السادس للعلوم الصحية، بداية نوفمبر 2020، بدء تدريس الدبلوم الجامعي في الصيدلة السريرية الأنكلوجية بالشراكة مع مؤسسة للا سلمى -لوقاية ولعلاج السرطان.
هذا التكوين يضاف إلى سلسلة من التكوينات المهنية المستمرة التي تهدف إلى تحسين مهارات وأداء المهنيين الصحيين، وبالتالي مستوى الرعاية الصحية.
الحاجة للتكوين المستمر في الصيدلة السريرية الأنكلوجية
لقد أدت الزيادة في الإصابة بالسرطان و تطور العلاجات إلى تغيير جذري في طريقة علاج مرضى السرطان. ويلعب الالتزام العلاجي وإدارة الآثار الضارة والتفاعلات الدوائية والتنسيق بين المستشفى وصيدلية المدينة دورًا أساسيًا في ذلك. من هذا المنظور، تم إعداد دورة الدبلوم هذه بهدف تلبية الحاجة إلى التعليم المستمر للصيادلة في سياق تخصص متزايد التخصص ألا وهو: علم السرطان.
ونوه الأستاذ شكيب النجاري، رئيس جامعة محمد السادس لعلوم الصحة، إلى أن "التكوين المستمر لمتخصصي الرعاية الصحية بشكل عام والصيادلة بشكل خاص له أهمية خاصة داخل جامعتنا. وطموحنا هو تمكين المشاركين من الحصول على تأهيل في مهنتهم، وتنمية مهاراتهم، وبالتالي جعل الصيادلة فاعلًا في تطورهم المهني".
التكوين الذي يستغرق عاما واحدا، سيمكن المشاركين من اكتساب المعرفة النظرية والعملية في علم الأورام، والاستراتيجيات العلاجية لأمراض السرطان، و تكوين في إعداد
العلاجات الكيميائية وإدارتها، وطريقة تصميم وتنظيم مصلحة تحضير الأدوية المضادة للسرطان.
كما أشار الأستاذ سمير أحيد، عميد كلية الصيدلة في جامعة محمد السادس لعلوم الصحة إلى أن "هذا التكوين هو جزء من استراتيجية تأهيل الصيادلة العاملين في مختلف القطاعات المتعلقة بصيدلة الأورام للمساهمة في تحسين الممارسات المهنية وبالتالي جودة الرعاية لمرضى السرطان".
وتعتبر الأدوية المضادة للسرطان أدوية استثنائية، نظرًا لآليات عملها بالإضافة إلى طرق إدارتها ومعالجتها وتكاليفها المرتفعة نسبيًا. كل ذلك يعقد مهمة الصيدلي ويجعلها صعبة للغاية، وبالتالي يتطلب هذا الميدان مهارات خاصة.
من جهته، أشار الدكتور رشيد بقالي، مدير مؤسسة للا سلمى -لوقاية ولعلاج السرطان، إلى أن "هذا التكوين يتماشى مع المحاور الاستراتيجية للخطة الوطنية للوقاية من السرطان ومكافحته، بهدف تحسين الممارسة الصيدلانية في علاج الأورام وتحسينها، ورعاية مرضى السرطان وترشيد تكاليف رعاية مرضى السرطان وحماية المهنيين الصحيين و حماية البيئة.
الصيدلي: دور أساسي في علم الأورام
لقد أصبح الصيدلي لاعباً أساسياً في فرق الرعاية الصحية. ويترسخ هذت الدور أكثر في مجال علم السرطان، حيث تنوع و تعقيد العلاجات الدوائية يتطلب تفاعلات متكررة بين الصيدلي وأعضاء الفرق متعددة التخصصات وكذا المريض وأقاربه.
كما أكد الدكتور عبد العالي وصغير، المنسق العلمي للتكوين المستمر في مجال الصيدلة الأنكلوجية، أنه "لم يعد بإمكاننا تجاهل أهمية دور الصيدلاني ضمن فريق عمل طب الأورام وكذلك في المسار العلاجي للمرضى المصابين بالسرطان"
تكوين وفق المعايير الدولية
يتضمن هذا التدريب، بقيادة البروفيسور Astier Alain ، الرئيس المشارك لـ "الجمعية الأوروبية لعلم الصيدلة الأنكلوجية، عدة وحدات تتعلق بتقديم الوصفات الطبية لأدوية السرطان داخل المستشفيات، والبروتوكولات العلاجية في علم الأورام والصيدلة، وإعداد الأدوية المضادة للسرطان وكذلك تقييم الاقتصاد الدوائي وبحوث الصيدلة السريرية. وسيحاضر في هذا التكوين المستمر العديد من الخبراء الوطنيين والدوليين في علم الصيدلة السريرية وعلم الأدوية وعلم الأورام والعلاج الإشعاعي والجراحة وعلم الأوبئة.
البروفيسور Astier Alain " الذي يتولى، إلى جانب الدكتور Meyer Claus، رئاسة الجمعية الأوروبية الصيدلة الأنكلوجية (ESOP) التي تضم 65 دولة وأكثر من 4000 عضو وكرست نفسها لمدة 20 عامًا للترويج لـ الصيدلة الأنكلوجية؛ قال إن أحد أهداف الجمعية هو تطوير التعليم ، سواء في التدريب الأولي أو أثناء الخدمة، في هذا المجال المتميز للصيدلي".
المشاركون صيدلانيون من مؤسسات مختلفة
يشارك في هذا التكوين الجامعي أكثر من عشرين صيدلياً من عدة مدن بالمملكة، هي كل من الرباط والدار البيضاء وطنجة ووجدة والحسيمة وبني ملال وفاس. كما انضم مشاركون آخرون من الغابون والجزائر إلى هذا التكوين، ما يجعله منصة حقيقية للتبادل والتعلم، حيث يتكون هذا الفوج من عدة أطر تنتمي لقطاعات صحية متعددة، بما في ذلك صيادلة المستشفيات من القطاع العام والقطاع الخاص، والصيادلة من الهيئات التنظيمية "الوكالة الوطنية للتأمين الصحي "و الهيئات الإدارية ، ولا سيما الصندوق الوطني لمنظمات الرعاية الاجتماعية (CNOPS).
"كنت مهتمة بشكل خاص بمجال الصيدلة الأنكلوجية، وهذا التكوين يلبي توقعاتي وسيمنحني المزيد من الثقة وإمكانية تقديم خدمات ممتازة أكثر اكتمالاً مع تحسين واضح
في مهاراتي وفي الممارسات المهنية"، أكدت الدكتورة لمياء أونزار، الصيدلانية في المستشفى الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء والمشاركة في الشهادة الجامعية.
الصيدلة السريرية الأنكلوجي : علم في تطور وإزدهار متواصل
يعتبر علم الصيدلة السريرية الأنكلوجية تخصصا يركز على المريض بالدرجة الأولى، لكنه يهتم أيضا بالإدارة اللوجستيكية للأدوية المضادة للسرطان بالسلامة السريرية لمرضى السرطان . فهو يهدف إلى تحسين رعاية مرضى السرطان في كل مرحلة من مراحل الرعاية الطبية.
ويعتبر "صيدلي الأنكولوجيا" الفاعل الرئيسي في هذا التخصص، وأصبح يعتبر جزءًا لا يتجزأ من فريق رعاية الأورام، كما يشارك بنشاط في جميع جوانب رعاية مرضى السرطان -من إدارة أدوية السرطان، وإعداد جرعات العلاج الكيميائي وفحوصات السلامة، وتوعية المرضى حول الآثار الجانبية، والبحث في تطوير الأدوية.
الصيدلة السريرية الأنكلوجية هي تخصص حديث على المستويين الوطني والدولي، و يتطور بسرعة كبيرة في ظل التقدم المسجل في تطوير عقاقير جديدة ضد السرطان وبالتالي الحاجة إلى مواكبة تطورات البروتوكولات العلاجية سارية المفعول. أمر ينتج حاجة متزايدة للسيطرة على مخاطر التلوث الكيميائي البيئي والتعرض للأخطار المهنية.
يذكر أن هذا التكوين يعتبر الأول على المستوى الوطني والإفريقي، بحيث يعتمد على نظام يمزج بين التعليم الحضوري والتعليم عند بعد، باستعمال وسائل التعليم الحديثة لفتح المشاركة أمام المشاركين الأجانب ولاسيما المشاركين الأفارقة.
أوكي..