فيروس كورونا: دول أوروبية تستعد لفرض قيود وقائية جديدة جراء تزايد الإصابات

تستعد عدة دول أوروبية للدخول في مرحلة جديدة من القيود لدواع صحية سعيا للحد من انتشار فيروس كورونا. وتأتي على رأس هذه البلدان كل من بريطانيا وفرنسا وإسبانيا. أما منظمة الصحة العالمية فقد حذرت من انتقال العدوى بمعدلات "مقلقة" في القارة بعدما تم الإعلان عن 54 ألف إصابة جديدة في يوم واحد الأسبوع الفائت، فيما تخطى عدد الإصابات في العالم 30 مليون حالة.
تتأهب عدة دول في أوروبا لتشديد القيود جراء الانتشار الجديد لفيروس كورونا. وقد تجاوز عدد الإصابات حول العالم 30 مليون حالة، بينما حذّرت منظمة الصحة العالمية من انتقال العدوى بمعدلات "مقلقة" في القارة.
وستحد بريطانيا التجمعات بينما يتوقع أن تفرض فرنسا قيودا جديدة في المدن الرئيسية. وتواجه حكومات في أنحاء القارة ارتفاعا جديدا في عدد الإصابات بالوباء.
من المقرر أن يبدأ في بريطانيا تطبيق تدابير إغلاق جديدة اعتبارا من الجمعة، بينما حذّر رئيس الوزراء بوريس جونسون من موجة إصابات ثانية.
ولن يُسمح لنحو مليوني شخص في شمال إنكلترا، بما في ذلك نيوكاسل وساندرلاند، بلقاء أشخاص غير أولئك الذين يعيشون معهم. كذلك، سيحظر التنقل بين الطاولات في الحانات في حين سيكون على الأماكن الترفيهية إغلاق أبوابها بحلول الساعة العاشرة مساء.
وفرضت الحكومة قواعد جديدة في أنحاء إنكلترا الاثنين تحد التجمّعات بستة أشخاص أو أقل، في حين بلغ عدد الإصابات اليومية مستويات غير مسبوقة منذ مطلع مايو.
إسبانيا: تحرك "حاسم" في مدريد
ودعت العاصمة الإسبانية مدريد، حيث يتفشى الفيروس، إلى تحرّك "حاسم" من قبل الحكومة المركزية، التي يتوقع أن تكشف عن سلسلة تدابير جديدة الجمعة.
وحذّر المسؤولون في مدريد من أن نظام الرعاية الصحية في المنطقة يتعرّض لضغط متزايد إذ بات مرضى كوفيد-19 يحتلون سريرا من كل خمسة في المستشفيات جرّاء الموجة الثانية من الوباء.
في الأثناء، يزداد القلق حيال احتمال إعادة فرض إغلاق في المدينة، بعدما أشار مسؤول صحي إقليمي رفيع المستوى الأربعاء إلى إمكانية القيام بذلك في أكثر المناطق تضررا.
وقالت ماريبيل كيسادا، وهي متقاعدة في الخامسة والخمسين، إن فرض الإغلاق مجددا "ليس بفكرة جيدة برأيي للمتاجر والبقالات والحانات الصغيرة والمدارس. فالناس يعانون من ضغط نفسي كبير لملازمتهم المنزل والإغلاق كان صعبا للغاية".
فرنسا: السلطات تشدد القيود في عدة مدن
كذلك، تستعد السلطات الفرنسية لتشديد القيود في عدة مدن لاحتواء ارتفاع أعداد الإصابات مع تسجيل نحو 10 آلاف حالة جديدة يوميا خلال الأسبوع الفائت.
وأعلن وزير الصحة أوليفيه فيران أنه سيتم فرض قواعد جديدة في مدينتي ليون ونيس بحلول يوم السبت، بعدما فرضت السلطات قيودا جديدة على التجمعات هذا الأسبوع في بوردو ومرسيليا.
حكومات تواجه إجراءات قانونية
وفي ظل ارتفاع منسوب الغضب بشأن طريقة استجابة السلطات حول العالم للفيروس، تواجه بعض الحكومات إجراءات قانونية اتخذها مواطنوها الذين اتهموها بالفشل.
وتخطط رابطة فرنسية لضحايا كوفيد-19 لتقديم شكوى قضائية في حق رئيس الوزراء جان كاستيكس، وفق ما أفاد المحامي الذي يمثل المجموعة.
كذلك، رفعت دعاوى في الصين من قبل أقارب بعض ضحايا الوباء، لكن العديد منها رُفض بينما يواجه العشرات ضغوطا من السلطات لمنعهم من القيام بأي إجراءات قانونية، وفق الأشخاص المعنيين.
وتتهم عائلات الضحايا الحكومات المحلية في ووهان وهوباي، حيث ظهر الفيروس للمرة الأولى، بإخفاء المعلومات المرتبطة بتفشيه في البداية والفشل في إبلاغ السكان والتخبط في الاستجابة وترك الوباء ينتشر.
وقالت المتقاعدة جونغ هانينغ التي توفي ابنها بالفيروس "يقولون إن الوباء كان كارثة طبيعية. لكن هذه النتائج الخطيرة كانت من صنع البشر ويجب تحميل أحد ما المسؤولية". وأضافت "تدمّرت عائلتي. لن أشعر بالسعادة أبدا بعد الآن".
وتوفي أكثر من 943 ألف شخص حول العالم، 200 ألف منهم في أوروبا، جرّاء كوفيد-19 منذ أن ظهر الوباء للمرة الأولى في الصين أواخر العام الماضي، وفق حصيلة أعدتها وكالة الأنباء الفرنسية.
وقال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا هانس كلوغه إن الارتفاع في أعداد الإصابات التي سجّلت هذا الشهر يجب "أن تكون بمثابة جرس إنذار لنا جميعا"، بعدما أعلنت القارة 54 ألف إصابة جديدة في يوم واحد الأسبوع الفائت، في عدد قياسي جديد.
وأضاف في مؤتمر صحافي عقد عبر الإنترنت في كوبنهاغن "على الرغم من أن هذه الأرقام تعكس إجراء فحوص على نطاق أوسع، إلا أنها تكشف كذلك عن معدلات مقلقة لانتقال العدوى في أنحاء المنطقة".
أوكي..