شبيبة العدل والإحسان تطلق نداء الأمل
الأنوال بريس - فؤاد هراجة -
نداء الأمل من أجل مغرب حرلا يضيق بشبابه...
يعيش وطننا الحبيب وبإجماع وإقرار مختلف الفاعلين، مرحلة مريرة من مراحل مسلسل التردي والانحدار الخطير على جميع المستويات، اكتوت بنيرانه كل فئات الشعب المغربي، ومَسَّ بشكل كبير مخزون الطاقات والكفاءات الأهم المتمثل في شباب المغرب وشاباته الذين يشكلون أكثر من 34 % (ما بين 15 و34 سنة) من الهرم السكاني المغربي بعدد يتجاوز 12 مليون نسمة. هي مرحلة دقيقة عنوانها الأبرز فشل ذريع لنظام سياسي مستفرد بالسلطة محتكر للثروة، أَغدق الريع على كل مُطبِّل وفَتح أبواب المحاكم والمعتقلات لكل حر غيور على مصلحة الوطن، في محاولة لترسيم وتأبيد الاستبداد وحماية الفساد من المساءلة والمحاسبة . منظومة تعليم فاشلة عمقت الهدر المدرسي والأمية بكل أنواعها، وسوق شغل أَغلق أبوابه. وحياة كريمة فقدت شروطها، (ربع شباب المغرب لا يعملون ولا يدرسون، ونسبة البطالة فاقت نسبة 30% دون احتساب نسبة البطالة المقنعة)، ومخدرات على أبواب المؤسسات والمعاهد، ناهيك عن إجرام متعدد الألوان والأجناس، وعن تغطية صحية شبه منعدمة (75 % من الشباب المغربي لا يتوفرون على تغطية صحية). فشلٌ نشر الخوف من مستقبل مجهول، عَطَّل كل الأحلام وفَتَح الباب لبحار المحيط والمتوسط أن ترمي بجثث فلذات أكبدانا في مشهد فظيع أدمى قلوب العائلات وأبكى الشعب المغربي بكل الفئات، ناهيك عن المطارات الأجنبية التي تستقبل الآلاف من خيرة أطر شبابنا تعليما وتكوينا، في هجرة إجبارية فرضت عليهم لما ضاق بهم الوطن وغادروه بوجع الفراق، حين لم يجدوا اعترافا ولا تقديرا ولا فرصة شغل ولا حياة كريمة. هده الأرقام والإحصاءات في مختلف المجالات ستظل ناطقة عن واقع شبابي مؤلم، عناوينه ضبابية المستقبل وغياب الاستقرار النفسي والمادي للشاب. وما الإعلان الرسمي عن فشل "المشروع التنموي" إلا دليل على افتقاد الحاكمين بوصلة تدبير شأن شعب له تطلعات مشروعة في الحرية والكرامة والعدل. ويطرح السؤال: ما العمل؟؟ إن يقيننا بأن انتصار الحق وعد من الله عز وجل ناجز. وإيماننا بعدالة قضايانا وبحتمية التغيير المنشود.
ووقوفنا على دروس التاريخ الكبرى التي أثبت أن الاستبداد لا مستقبل له وإن استطال فساده، وأن الكلمة الأولى والأخيرة للشعوب، وما حراك السودان والجزائر ومصر ولبنان عنا ببعيد. وثقتنا في شباب وشابات أبدعوا ولا زالوا في ساحات النضال، ومدرجات الكليات والمعاهد والملاعب، في المدن والضواحي، وأثبتوا أنهم قادرون على الدفاع عن الحقوق والحفاظ على المكتسبات وتفجير الطاقات. هي عوامل وأخرى تدفعنا لكي نرفع شعار الأمل، أمل يوطِّن في نفوسنا الثقة الكاملة أن درب النضال وإن طال يوصل للمبتغى ويحقق المرتجى. أمل يرسخ أن المطالب تؤخذ غلابا لا تمنيا، وأن النصر حليف الشعوب التواقة للحياة الكريمة. أمل يوطن في نفوسنا الغيرة على مقدرات هذا الوطن التي يعبث بها المفسدون دون حسيب ولا رقيب. أمل نتخطى به مرحلة مظلمة تاه فيها اللبيب قبل غيره واختلطت فيها الأوراق والحسابات. أمل يشعرنا بمسؤولية بناء مستقبل مغرب الحرية والكرامة بــ: استمرار الشباب المغربي في كل أشكال التدافع والضغط والنضال السلمي من أجل تغيير حقيقي يربط كل مسؤولية بالاختيار الشعبي الحر، وكل سلطة بالمساءلة والمحاسبة.
المطالبة بالإفراج عن جميع معتقلي الكلمة الحرة، والدفاع المستمر على الحق في التعبير والحق في التنظيم والحق في الاحتجاج ومناصرة قضايا المعتقلين، والمهمشين والمستضعفين. التأكيد على ضرورة القطع الكلي مع سياسة احتكار السلطة والثروة، وكافة مظاهر اقتصاد الريع وإعادة توزيع الثروة على أساس المواطنة الحقيقية.
المسارعة إلى بناء جبهة مجتمعية لإنقاذ المنظومة التربوية من الإفلاس الشامل بعد الاجترار الطويل للسياسات المرتجلة الفاشلة التي جعلت معظم الأسر المغربية تتوجس خيفة على مستقبل أبنائها المعرفي والتربوي.
الـتـغـيـيـر مـمـكــن .. باعثه الأمل وأفــقــه الـحـريــة
عن المكتب الوطني لشبيبة العدل والإحسان
أوكي..