وإذا فشلتم، عليكم بالاعتذار والرحيل ....

الأنوال بريس -محمد أديب السلاوي -
إن صح الخبر الذي تداولته وسائل الإعلام، أن الديوان الملكي رفض لائحة الحكومة التي قدمها السيد العثماني لجلالة الملك، والتي كان منتظرا لها أن تستجيب للتعليمات التي جاء بها خطاب العرش لهذه السنة، وهو ما يعني أن العثماني وحكومته وضعا أنفسهما في أزمة جديدة غير مسبوقة، ولربما ستكون حادة اكتر من سابقاتها.
التعليمات التي جاء بها خطاب العرش هي:
- ضخ دماء جديدة في شرايين الحكومة والسلطة لدخول المغرب مرحلة جديدة بدماء جديدة.
- الاستعانة بالخبرات الشبابية في المواقع القيادية.
- العمل على إدخال جيل جديد من المسؤولين قادر ومتمكن من كفاءته لمواجهة أوضاع البلاد.
- إغناء وتجديد مناصب الحكومة بكفاءات معروفة بقدراتها وخبراتها، تتلاءم مع النزاهة ونظافة اليد.
قالت الأصداء الإعلامية التي تحدثت عن لائحة الحكومة التي قدمت لجلالة الملك، أنها بعيدة عن هذه التعليمات، تتضمن أسماء سبق ترشيحها في تعديلات و تشكيلات سابقة وتم رفضها، ولم تأتي بمقترحات جديدة ،و لم تستجب للتعليمات الملكية.
يعني ذلك بوضوح، أن السيد العثماني لم يستطع تكوين حكومة كفاءات من الخبراء المتخصصين في القطاعات الإنمائية، الاقتصاد،الصناعة،،الشغل، التجارة، التعليم، الصحة وغيرها ،القادرين على تطبيق المنهج السياسي لحل المشاكل والأزمات العالقة، التي أدركتها في السنوات الأخيرة، حكومة ابن كيران/ العثماني، وهي كنيرة وحادة، تحتاج إلى جيل نظيف، مثقف، واع، مقتدر من الخبراء السياسيين، كما تحتاج إلى تغيير شامل في العقلية الحكومية التقليدية، والى إرادة قوية، تعمل من اجل التنمية المستدامة، ومن اجل محاكمة الفساد والقضاء على آثاره من بيت الحكومة، ومن كل مؤسساتها.
أمام هذه الحالة / حالة فشل العثماني في تأليف حكومة بشروط التنمية والإصلاح،لا بشروط الأحزاب التي تعمل وتبحث من اجل الريع والربح والاتجار في دواليب الدولة / أمام هذه الحالة،عليه الاعتراف بفشله وبعدم فهمه الرسالة الملكية في أبعادها السياسية والإصلاحية والأخلاقية، وهي صريحة وواضحة /عليه الاعتذار لجلالة الملك وللشعب المغربي الذي انتخبه مع الذين لا يفهمون ولا يستطيعون، ثقة فيما كانوا يقولون كذب وبهتانا، وتقيم استقالته والمغادرة بهدوء.
أفلا ينظرون... ؟
أوكي..